إني بكيتُ بحرِّ النارِ أمجادي
والنبتُ صار بلا نفعٍ وأجنادِ
أوطانُ يعرب بالتفريقِ ضائعةٌ
والغدر ينهشُ بالطغيانِ أولادي
والأرضُ بينَ عصاةِ السلمِ ضائعةٌ
ما ببنً خصْمٍ على مكرٍ وأفسادِ
صارتْ بغيرِ سنيدِ الحقِّ دامعةً
واليوم باتتْ بلا فرحٍ وأعيادِ
والحزنُ موجٌ شديدُ الدفعِ دافقهُ
من بيعِ أهلٍ تراث ملكُ أجدادي
والراع أضحى إلى الأعداءِ مقربةٌ
والبعضُ عاشَ بلا حسٍّ وإرشادِ
كيفَ الصلاحُ وكلُّ العرْبِ صامتةٌ
واليومَ صرنا بلا فكرٍ وإعداد
ما عادَ بينَ رباطِ القومِ واصلةٌ
تنهِ الفراقً ولصاً عينَ أحقادِ
فالكلُّ منَّا إلى الأهواءِ مطلبهُ
مابينَ لهوٍ عقيمِ النفعِ والنادي
أين الشجاعةُ والأوطانُ نازفةٌ
فالارضُ تسلبُ بالتدليسِ والعادي
ياحسرةً من وقوفِ الناسِ عاجزة
فالنارُ تغلي كجمرٍ تحت أكبادي
والحقّ، صار بفكرٍ الغربِ مهذلةٌ
والقدسُ يبقى بلا عونٍ وإمدادِ
ثوّارُ حقً مع الإيمانِ صاعقةْ
فوقَ الطغاةِ على حقًّ وأسيادِ
مازلتُ ابحث للعربان شافية
حتي رأيتُ مع الأحزانَ جلَّادي
ليلٌ طويلٌ على الألبابِ معضلةٌ
اني شربتُ بكأسِ السهدِ أجهادي
أين الأسودُ بساحِ الحربِ من قدمٍ
جفَّ المعينُ وصرنا عين إخمادِ
غابتْ ملامحٌ للأوطان قاطبةً
فالخوفُ أمضي رهيباً مثل أصفاد
هزَّ الخنوعُ أسودَ المجدِ أجمعها
والعرْبُ صاروا بلا جسرً وأوتادِ
الندلُ يشربُ ماءَ الحرّ مغتصباً
والحرٍ يحيا عديمَ الراحِ بالصادي
الدون جاء إلى البلدان ينهبها
من كل ناحية كالمال والضاد
بقلم .كمال الدين حسين القاضي
البلد مصر