دعِ الدنيا
------------
دعِ الدنيا حاذِر بأذيالِها أن تَعلقا
كم تاه متعلق بأذيالها وَفَقَدَ الألقا
هي الغرورةُ الفانيةُ كم بنا غَدَرتْ
تصفُو يوماً كم لصفوِها مَن عشقا
تخالُها قدِ استقامتْ وكم تلاعبت
ولسانُ حالِها بمُرِّ الأكدارِ قد نطقا
تظنها وفَّت وماوفَّت بما وعدَتْ
وقلَّما تجدُ مَن وفَّى ومن صدَقا
فلا تحفلنّّ بالدنيا وإنْ لك تزيَّنت
ماكان نورُها إلا خدَّاعاً و إن برَقا
كم أظلمتْ طرُقُها بمن رام وصلها
فتُراه في بَرِّها وبحرِها ضلَّ أو غرِقا
تكونُ على سَرجِها للآمالِ مُمتطياً
فترى سرجَها من تحتِك قدِ انزلقا
تصيرُ في مَهبِّ رياحِها كأنكَ ريشةٌ
لا تدري أين رسا مستقرُّها أو عَلِقا
فكن بحبلِ الله لتنجوَ مُستمسكاً بهِ
بهِ ترى النورَ في قلبِكَ قَد شعَّ أَلِقا
تأَمَّلْ بوعد الله حاشى ربي يخيبه
سُنةُ الله أنْ ترى وَعدَه لكَ تَحقَّقا
فلا تدري الخيرُ متى اللهُ يأتي بهِ
ثِقْ به تالله ماخاب مَن بالله وثِقا
واعلم يقيناً أنَّ الذي لكَ هو حاصلٌ
ولن تجدَ للذي قد قُسِمَ لغيركَ طُرُقا
أنا ياربُ عُبيدٌ قد ضاقتْ بيَ الدنيا
لسانُ حالي دمعٌ وطرفٌ ببابكَ أطرقا
مولايَ فافتح لي بابَ رضاكَ تكرماً
حاشاك تُغلِقُه بِوجهِ عُبيدٍ له طَرَقا
طرقتُ بابكَ فأنتَ العليمُ بحاجتي
مولايَ فارحم قلباً بحبِّكَ قد خَفَقَا
ضاقتْ يامولايَ وأنتَ عنِّي تُفرِجُها
برضاكَ ياذا الرضا أجدُ النورَ والألَقَا
مالي سواك بالليلِ والنهارِ مَن يَكلَؤُني
ضاقتْ و ما وجدتُ غيرَك مَن رَفِقا
جفتْ مدامعي تذللاً إليكً و تضرعا
يامَن يرحمُ كلَّ شيءٍ ارحمِ الحَدَقا
يامَن يعفو عن كثيرٍ ويجودُ على سائِلِهُ
جئتُ موحِّداً واليقينُ من قلبيَ انطلَقَا
محمد حميدي .