عالي الشِّيَمِ
----------------
هلَّ الربيعُ فتفتَّحَت أزهارُ قلبيَ الغَرِمِ
وتنبَّهَ مِن غفوتِه وغدا شادياً به فمي
مولاي إنّي جئتُك بمحمدٍ مُستَشفعِاً
مُستشفياً بفضلك من العلاتِ والسَّقَمِ
هو بابُ الغفرانِ لِمن ظَلموا أنفسَهم
ثم جاؤوا مُستغفِرين اللهَ مع النَّدمِ
أنت التوابُ الرحيمُ و محمدٌ شافعُنا
صاحبُ الخُلقِ العظيمِ عالي الشِّيَمِ
أرسلتَه للعالمين رحمةً مُهداةً برحمتك
فسُدنا بهديه القويمِ على سائرِ الأُممِ
قد جعلتَه وَهَّاجاً منيراً يُستهدى بنوره
هو السِّراجُ يُنيرُ لِمَن اهتدى كلَّ عَتِمِ
قد علَّمَ الأنامَ الذي كانت قبلُ تَجهلُه
ولم يخُطَّ كتاباً قبلُ ولم يُمسِكْ بقلمِ
فكانوا رجالاً صدَقوا فاعتزَّ الكونُ بِهم
فسَما السَّحابَ بشرعِه القويمِ كلُّ فَهِمِ
إذ نشروا في مشارقِ الأرضِ كلَّ خَيرٍ
وإلى مغاربِها قد واصلوا بِعُلوِّ الهِمَمِ
رسولُ اللهِ سيدي وحبيبُ قلبٍ مُغرَمٍ
أهيمُ بِمَدحِه وأرقى بحبِّهِ كلَّ القِمَمِ
رسولٌ تطاولَ الأقزامُ فأساؤوا أدباً له
لا يساوون بقامتِهم معشارَ غبارَ القَدَمِ
جَحَدوا قدرَه مُستكبرين وقد خسِئوا
فاللهُ يعصمكَ ياسيدي مِن كلِّ ذَمِمِ
إنْ تحمِلْ عليه أو تتركه تجدْه لاهثاً
بل تجدْه أحاينَ كثيرةً أضلَّ من النَّعَمِ
لبيكَ سيدي من كل المحبين قاطبةً
ياهاديَ الثقلين فُدِيتَ بالروحِ و الدَّمِ
يامن يُنادي أمَّتي و الناسُ في وَجَلٍ
أنتَ شفيعي إذا زلَّتْ في الحشرِ قَدَمي
صلاةُ ربي وسلامُهُ ذخراً إليكَ أُرسلُها
كلمَّا هلَّ ذكرُكَ واستنارتْ به ظُلَمي
سأظلُّ أحتفي بكَ ما خَفَقَ فيَّ خافقٌ
ياحبيباً تملَّكَ سُويداءَ قلبي من القِدَمِ
سأظلُّ أذودُ عنكَ بمَا أوتِيتُ مِن مَدَدٍ
بفِكري وسَيفي ودَمِي ودُواتي وقلمي
محمد حميدي
ربيع الأول ١٤٤٢
تشرين الأول ٢٠٢٠