وجعي هويّتي...
سألتني مرآتي لماذا عني تعرضين؟
هل تدرين... أنا
على وقع طيفك أعزف 
وأنت عني لازلت تعزفين
أجبتها...  
أهرب من سؤالات في العيون 
ألم على ألم دفين
يبني قصرا ملكيا من شجون
سمعتهم يعدون
 و لكلام جميل منمّق يردّدون
أنتظر كلّ ليلة 
 بكاء ضمائر فهل يوما يستحون
ويأتي الفجر  الحزين 
السماء العذراء تتسوّل دمع الجفون
آااااااه يا وجعي...
 يا وجع رضيع لا يجد غير زخرة الأكفان
مواطن حالم مسكين
 يبحث بجنون عن شبه وطن بلا أحزان 
وطن يتيم الأبوين
ينشد يأسا فكرا  لا يتاجر بفخر بالأديان 
صدأ مواطن ربما يجد أو صدى إنسان
يا بلدي يا ناي الأنين
لا تؤاخذني إن أنا أعدمتُ فيّ اللسان 
بحور حروف فيها أبحث عن الأمان
لك بجسدي تبرعت بحنين
و ما بقي عندي غير شظايا بلا عنوان
ربما تزهر جثتي من تحت التراب الظمآن
غدا يرتل دعائي سرب مهاجر من الكروان
لا تلوميني يا مرآتي
كنت أغتسل من همومي... أبتكر النسيان
هذه مذكرات قلم سجين
اليوم تحرّر... إفراج مؤقت لمتّهم بالهذيان
غدا يتصدر المنبر قاض أمين
وإلى ذاك الحين...
شمس وفية هي المرسى في كل الشطآن
فأشتعلي يا حروفي شمعة
احترقي...احترقي... لا تخافي من الدخان
بكل محبة 
فدوى المؤدب
تونس الخضراء