صدأ على حروف العشق...
اشتقت لشفاه المطر وهي تهمس برذاذ كلمات في ذاكرة شرفتي .
ها قد مرّت المواسم دون أن تعير اهتماما لدفتر مذكراتي و قد اكتسحه الشيب من طول الانتظار.
حروف ترهل جسدها من عناق خانق لقلم حبر جفّت أوردته.
نقاط اعوجت من فرط السؤال
و ما عدت أعرف الفرق بين الاستفهام و التعجب.
مددت يدي أناشد السماء حتى تبكيني فإذا بالشمس تعاند غنجا.
أخذت قلم شفاهي الأحمر القاني و رسمت على طيف كريّات سيجارته قلبا داميا ثم نفخت
و تمتمت بعبارات مبهمة.
و فجأة سمعت دويّا كادت تنفطر له أضلعي. السماء مازالت جافة خدودها . من أين تأتي إذن قطرات المطر !
إنّه سقف غرفتي يقطر حنينا لرجل سكن الروح ثم رحل.
هو ام يترك لي مسكِّنا لأوجاعي غير علبة خشبية قديمة بها بعض أقراص من رجولة تعفّنت .
شربت بعضا منها مع نصف كوب من مرّ الصبر ثم استلقيت بفراش الخيال و عانقت وسادة حلم عربي بالصلاة في ربوع القدس .
غدا ستشرق الشمس من الغرب... غدا سيأتي الحبيب...
وصلبت الحروف معانيها بعمود من الشعر المتمرّد.
أين القوافي ؟ أين الجرس!
لا! لا تحتاج المشاعر لقيود تسجنها .
كفاها سجنا ذاكرة من حديد.
يا ليت النسيان يأسرها لتتحرّر من أنفاس رجل خُلِق يوما من رحم أنثى...
وماتت بعدها ألف مرّة على فراش الولادة...
فدوى المؤدب