السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رواد فضفضة الكرام اصحاب العقول الراقية واسعد الله اوقاتكم بالخير
تعتبر العلاقة الزوجية من أقدس الروابط ، لذا خصها الله بعناية خاصة جعل منها الرابطة الأسمى ، لما فيها من ضرر فوري على الزوجين أو المجتمع ككل في حالة تصدعهاولكنْ قد تَطرَأ على الزواج أمورٌ تجعَلُه مصدرَ شَقاء، وتُحوِّل حياة الزوجين إلى جحيمٍ لا يُطاق؛ ممَّا يصبح الفراق وسيلةً لا بُدَّ منها للتخلُّص من تلك الحالة؛ فقد يتزوَّج الرجل المرأة ثم يتبيَّن أنَّ بينهما اختلافًا في الأخلاق وتنافرًا في الطباع، فيرى كلاًّ من الزوجين نفسَه غريبًا عن الأخر، فيكون الفراق امرأ لا بُدَّ منه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ﴾ [النساء: 130].
وهناك وسائل وطرقٌ كثيرة شرعها الإسلام لتتمَّ الفرقة بين الزوجين؛ كالطلاق والخلع، واخترت الخلع ليكون محور نقاشنا
فقد شرع الطلاق والخلع بينهما بالطرق الشرعية والسليمة ، لكن عندما أصبحت هذه الطرق تخضع الى الأهواء تحولت العلاقة الزوجية أقرب علاقة للعبث بين الأفراد ،
تطرح اليوم الكثير من قضايا الخلع في المحاكم من أجل أسباب أقل ما يقال عنها أنها تافهة،وأصبح الأمر أعظم عندما يتساهل القضاء في التعجيل الى حل هذه الرابطة المقدسة.
تتجلّى الحكمة من إباحة الخلع في الشريعة الإسلامية في أنّ الإسلام راعى مشاعر كلٍّ من الزوجين، وأعطى لكلٍّ منهما حقوقه؛ ففي مقابل الطلاق الذي يُعتبر حقّاً للرجل، يلجأ إليه في حالة استحالة دوام الحياة الزوجية، أعطت الشريعة الزوجة الحقّ في الخلع؛ وهو أن تبذل شيئاً من مالها في مقابل افتراقها عن زوجها، وكلّ ذلك يدلّ على حكمة الشرع، وواقعية الإسلام حينما وضع الوسائل والحلول لمشاكل الحياة الزوجية، إذ قد تنفكّ تلك العلاقة بين الزوجين؛ بسبب غياب الرضا والقبول بين الزوجين لوجود المشاكل بينها، أو كراهة أحدهما للآخر، وبالتالي يكون من الحكمة إعطاء الزوجة الحقّ في مخالعة زوجها؛ مراعاة لمشاعرها الإنسانية في مقابل العوض الذي تدفعه لزوجها
سؤال
هل اصبح الخلع موضة تتباهى به النساء.؟؟؟؟
باب النقاش والحوار مفتوح بانتظار آراءكم