السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رواد فضفضة الكرام احبتي في الله اسعد الله اوقاتكم بالخير
قال تعالى:
قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرًكُواْ بًهً شَيْئاً وَبًالْوَالًدَيْنً إًحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مًّنْ إمْلاَقي نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإًيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحًشَ مَا ظَهَرَ مًنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتًي حَرَّمَ اللّهُ إًلاَّ بًالْحَقًّ ذَلًكُمْ وَصَّاكُمْ بًهً لَعَلَّكُمْ تَعْقًلُونَ [الأنعامـ 151]
يعد الانتحار مِن أخطر المشاكل التي تواجه المجتمع، وأشد الأسى على الاُسر؛ لما يتركه مِن آثار سلبية وخيمة بعد موت المنتحرين.
والمنتحر هو الشخص الذي له نظرة تشاؤمية عن كل موضوع، فيقمع ارادته مِن التحرك والسعي لتحقيق الأهداف، ويحكم عليها بالنفي من الحياة.
فالانتحار من المشاكل الإنسانية الأكثر خطورة لأنّه يثير مخاوف عميقة تجعل الإنسان منشطرا بين الاشمئزاز والانجذاب الغامض. حُرّم القتل (قتل الذات أو ذات أخرى) مبكرا في بداية التاريخ الإنساني، ربّما كان ذلك لسبب نفعي، غايته حماية البقاء وتطوّر الجماعات الإنسانية، لكن هذا الأمر غير كاف لجعل الإنسان يحرّم القتل بهذه الصرامة. ويبدو لنا أنّ هناك سببا آخر غامض جدا يجعل الإنسان متجاذبا بين حبّه للحياة ورغبته في إنهاء هذه الحياة. ولم تستعمل كلمة الموت عمدا لأنّ الإنسان لا يرغب في الفناء، بل في نهاية مطاف يمكن أن يكون أليما بالنسبة له وفي هذه الحالة يسعى الإنسان إلى إنهاء هذا الألم، وهذا ما نجده كثيرا في محاولات الانتحار. أمّا في الحالة الثانية، فإنّ الشعور بمنتهى السعادة يجعل الفرد يرغب تارة في توقيف مسار حياته في هذا المقام وكأنّه يريد توقيف الزمن.
حرّمت كل الدّيانات القتل والانتحار وجعلت منه المحرّم الأكبر، لكن الثقافات المختلفة تجعل من القتل في الحروب والانتحار فضيلة في بعض الظروف الخاصة، وفي الثرات الدّيني الإسلامي وديانات أخرى قد تعتبر العمليات الانتحارية جهادا، لكونها تهدف إلى الدفاع عن رموز أو مثل عليا مثل الحرّية، الاستقلال.. إلخ، فالانتحار هنا محاط بقيم اجتماعية
هذا النوع من الانتحار لا يهمنا في قضية اليوم ، بل ما يهمنا هو الانتحار أو محاولة الانتحار التي لا تدخل في هذه الحالات الاستثنائية والمقنّنة اجتماعيا وثقافيا.
يمكننا أن نذهب من هذا المنطلق إلى أنّ الانتحار في بلدان الاسلامية محرما ، إذ تشير الدراسات أنّ الديانات الموحّدة وخاصة الإسلام هي من العوامل الواقية من الانتحار وهذا يجعلنا نتساءل :
ما هي العوامل التي تغيّرت لدى المسلمين اليوم؟
هل أنّ الضغوط الاجتماعيّة والاقتصادية والنفسيّة تجاوزت حدود تحمّلهم؟ أم أنّ هناك تحوّلات جعلت عقلية المسلمين تتغيّر إلى حدّ أصبحت لا تخاف فيه من المحرّم ؟
بانتظار آراءكم لكم حرية النقاش