قصيدة ( شابَ الصبرُ ).............
يشيبُ الصَّبرُ من ألمي ويضْطَرِبُ
لسُقمٍ نامَ في جسدي لهُ العجبُ
يجوبُ جوارحي كالسَّيفِ يقطعُني
يُقلِّبُني على جمرٍ بهِ لهبُ
علمتُ بأنَّهُ داءٌ يُصاحبُني
يبوحُ بسرِّهِ الكُهَّانُ إنْ رغبوا
ذهبتُ لعالِمِ التَّنجِيمِ أسألُهُ
لعلَّ نجومَهُ قد جاءَها السَّبَبُ
تفحَّصَ في طلاسمِهِ وقلَّبَها
وعادَ لطلسمِ التَّنجِيمِ يرتقبُ
تلعثمَ حين خاطبَني وأخبرَني
بأنَّ الدَّاءَ موجوعٌ بهِ العربُ
فأنتَ تُصارعُ الأهوالَ يا ولدي
وما بفؤادِكَ المكلومِ ينتحبُ
فقلتُ حبيبتي أُسِرَت وأعينُنا
تُشاهدُ شعرَها المفرودَ يُغتَصَبُ
وقد عجزت عن الصَّيحاتِ حنجرتي
ونارُ الثَّأرِ أشعلَها بنا الغضبُ
هوى الحُكَّامِ بالأصفادِ قيَّدَنا
لكرسي الحكمِ كالبعرانِ كم نعبوا
وما نظروا إلى عارٍ يُكلِّلُنا
بتاجِ الخزي والخُذلانِ ينتشبُ
يدُ التَّاريخِ تكتبُهم وتلعنُهم
ولا تصغي لأعذارٍ بها كَذَبوا
تقولُ حقائقُ التَّاريخِ في كُتبي
بأنَّ فرائصَ الحُكَّامِ ترتعبُ
إذا ما الشَّعبُ كالبركانِ داهمَهم
على ما فرَّطوا فيها وما ارتكبوا
ضميرُ الشَّعبِ يلعنُهم متى ذُكِروا
جرائمُهم لعارِ الغدرِ تَنتَسِبُ
فهم عارٌ على السُّلطانِ يا وطني
فبالتَّطبيعِ للأعداءِ قد ذهبوا
أليسَ العارُ أنْ نبقى لهم سندًا؟
َوحانَ الآن للأوطانِ تنتصبُ
بقلمي حازم قطب