توثيق قراءة نقدية تحليلية لقصيدة الشاعر #حازم قطب بقلم الناقد #طه عثمان البجاوي

قرادة نقدية تحلجية معمقة لقصيده الشاعر الدكتور حازم قطب " عيناك بحر"
Hazem Kotp
بقلم الناقد @طه عثمان البجاوي
علي امسيه تحت ظلال القصيده
___________________

قصيدة ( عيناكِ بحرٌ ).........

عيناكِ بحرٌ للغرامِ، وفيهما
سُفُني تجوبُ عوالمًا، وتطوفُ
فتزاحمت أمواجُ عينكِ عِندَها؛
كي تضربَ القلبَ العفيفَ ألوفُ
كانت ألوفًا ، لا سبيلَ لصدِّها،
والقلبُ من - طولِ السُّهادِ - ضعيفُ
فلترحمي صبًّا! تمزَّقَ قلبُهُ
-من سيفِ حُسنِكِ- يعتريهِ نزيفُ
لكنَّهُ، يمضي بحبِّكِ راضيًا،
فالعشقُ - لو تدرين عنهُ- لطيفُ
حتَّى إذا صابَ الفؤادَ بسيفِهِ،
نمضي لهُ، والضَّربُ منهُ صنوفُ
صنفٌ: كموجِ البحرِ، يُغرِقُ عاشقًا،
يهوي بهِ ، لا يُسعِفُ التَّجديفُ
والآخرُ المحمودُ، - حين يصيبُنا-
يرقى بنا فوقَ السَّحابِ ، عفيفُ
أمَّا الذي قد صابَني - يا شِقْوَتِي-
صنفٌ ، إذا ضربَ الفؤادَ، عنيفُ
يأتي على جسدي الضَّعيفِ، يُذِيقُهُ
مِن كلِّ أصنافِ الهوى ، ومُخِيْفُ
لكنَّهُ - رغم القساوةِ- ينحني
وقتَ النِّزالِ ، وما أراهُ يحيفُ
وهواكِ شمسٌ، لا تغيبُ ضياؤها،
لا يعتريهِ - مع البُعادِ - كسوفُ
قمرٌ ينيرُ الدَّربَ، - في ليلِ الدُّجى -
ما غابَ عنِّي، أو أتاهُ خسوفُ
وربيعُهُ ، لا ينقضي من مُهجَتي،
فيهِ النَّسيمُ - على الفؤادِ - لطيفُ
حتَّى إذا مضت السُّنونُ، - حبيبتي-
يبقى الرَّبيعُ، ولا يحلُّ خريفُ

بقلمي حازم قطب

___________________________________

تمهيد
من السهل على كل ناقد ان ينقد نصا شعريا كما يحرث الفلاح أرضه فيرسم لها خطوطا من الطول والعرض قبل تقبليها .. لكن الأمر يصير على الناقد الأمر صعب عندما يلتقي بنص صاحبه شاعر محنك وناقد فذ فمن سترضي الشاعر المفعم بالأنوار الذي يعشق أرض بديعة الألوان ام انك تلهث جاهدا لترضي ناقد يمتلك فانوسا ان اقتربت منه يجهرك بانوار علمه مالم تتعود على مثلكم فوانيس

لذلك كنت دوما اقول انك نقد نصوص شعرية لنقاد هي مغامرة مجنونة لكن المتحلج يعشق الجنون والمغامرة .. فالادب نحت للرقي والامتياز على سفوح الحبال الشاهقة

مقدمة خاصة :

لشعر الوجدان والغزل مقام وقيمة في المخيال العربي منذ القدم حتى قيل ان الشعر من الوجدان يصبح نطما اجوفا اخشبا ولهذا اتفق علماء اللغة والبلاغة وحتى النقاد أن للشعر أركان اساسية ان غاب احداها صار الشعر ضعيفا وقد أكد الجرجاني في كتابه علي : " ان الشعر علم من علوم العرب يشترك فيه الطبع والرواية والذكاء". وللشعر عناصر أربعة :
العاطفة/ الفكرة/ الخيال/ الأسلوب /

اليوم يطالعنا نص وجداني غزلي كناني الانفاس للشاعر والناقد الفذ المصري الدكتور حازم قطب بعنوان عيناك بحر
فتعالوا عشاق الحرف والادب الراقي نقارع في النص بناه وأساليبه لنلامس ملامح الإبداع والرقي ونستانس من أنواره بهاء الروح روح الادب الأصيل وان كانت للنصوص الأدبية وهانات وإخلالات فإن في مواقع الإبداع يقف فانوس النقد على الحياد لا بمدح ولا يهجي ولا يعشق ولا يكره وإنما يرسم على الجمال الجمال ويخط على القبح النبل على استحياء

الفقرة الأولى :
البنية اللغوية والبلاغية للنص

يقال ان مفتاح الفهم في النقد اللغة والبيان وشاعرنا حازم قطب جعل من اللغة في نصه احد أوجه الجمال والسحر حيث اعتمد على بساطة اللغة وسلاسة في العبارة فام يعتمد
الغموض سبيلا لمراد القول

الفقرة الأولى :
البنية اللغوية والبلاغية للنص

يقال ان مفتاح الفهم في النقد اللغة والبيان وشاعرنا حازم قطب جعل من اللغة في نصه احد أوجه الجمال والسحر حيث اعتمد على بساطة اللغة وسلاسة في العبارة فام يعتمد
الغموض سبيلا لمراد القول

ويشبه الشاعر عبن الحبيبة بحر وهو مجاز حسن به ورقة وسمو فالبحر يرمز العمق والكرم وقد استعمل الشاعر المبالغة لتعظيم الحبيبة وفي هذا السياق وظف الشاعر كل اامحسنات البديعية من أجل اضفاء قداسة حبه

وهنا استعمل الشاعر اسلوبا ساحرا من التاثير والخيال فشبه عينا حبيبته بالبحر لشدة زرقتها وهو البحار المغامر في اعماقه مذرزا نصه بوصف به رقة في المشاعر ونبل في الاحاسيس وزاد في منسوبي التاثير والخيال بأن استعمل الجناس (حروف الميم الفاء والسين) واستعمل الطباق شمس لا تغيب /قمر ينير ليل الدجى

وهنا رام الشاعر توظيف هذه الأساليب اللغوية والبلاغية ( من استعارات ومجاز وطباق وجناس) خدمة لمضامين النص وايضا رسما لصورة شعرية قوامها الخيال العذب والشعور الصادق

الفقزة الثانية :
جغرافية للقصيد بين بين وهج العشق و حالات ألم الشوق الثلاث

ليس الشعر نصا تراكميا لعاطفة هوجاء وإنما هو بناء للغة بالجمال وتأسيس البديع بالنبل وتنظيم الايقاع بالوزن لذلك فإن لاختيار الصور الشعرية والتراكيب مدعاة للتساؤل حول جدلية المبنى والمضمون من هو السيد ومن هو المسود لذلك اختار الشاعر حازم قطب جغرافية الامتلاء دون الفراغ فكشف من من الوصف بالاستعارة والخيال وجعل ميزانا للتوزيع العبارة في البيت بين أربعة الي خمسة
حتى لا يترك بين البيت والبيت فراغ ايقاعا وصوتا وبلاغة غير انه بدأ بقافية ميمية ثم استدركها بقافية فائية تنويعا ومحاكاة للحركة

الفقرة الثالثة
سيمائية القصيد بين السكون والحركة :

اختار الشاعر كما اسلفنا لغة بسيطة من خلال انتقاء تعابير سهلة تقبلها الأنفس دون عناء وعبارة مسيجة بالرقة ومراده التاثير والاقناع وهو اسلوب حميد اعتمده الشعراء منذ القدم طلب للعذوبة والجذب

فالصور الشعرية اَلمعتمدة (الوصف والاستعارات) وايضا للعبارات التي يختم بها كل بيت تؤكد ان الشاعر وضف حرف الفاء والميم لرسم صورة متنجانسة مع مضامين القول في القصيد

الفقرة الرابعة :
مَعجمية القصيد بين التأصيل والتجديد

لئن استعمل الشاعر حازم قطب معجمية معجمية المدرسة الرومنسية ( البحر / الربيع/ الشمس / القمر ) فإن في ذلك كان متاثرا بشعراء قد سبقوه في ذلك مثل جبران الذي سيد الرومنسية بين شعراء العرب غير أن شاعرنا حازم قد وظف الرومنسية في نصه التأسيس للعشق العذري
فلم يكن كمن سبقوه يحدثنا عن مادي حسي وإنما خالف معاصريه أيضا حيث بعد سقوط العراق انهارت الحدود الفاصلة بين قصيد الغزل العذري وقصيد المجون الفاحشة لذلك شاعرنا حازم قد أعادة وضع الحدود بينهما وفي ذلك ثورة وجراة منه وهنا راوح الدكتور حازم بين التقليد والتجديد

لئن استعمل الشاعر حازم قطب معجمية معجمية المدرسة الرومنسية ( البحر / الربيع/ الشمس / القمر ) فإن في ذلك كان متاثرا بشعراء قد سبقوه في ذلك مثل جبران الذي سيد الرومنسية بين شعراء العرب غير أن شاعرنا حازم قد وظف الرومنسية في نصه التأسيس للعشق العذري
فلم يكن كمن سبقوه يحدثنا عن مادي حسي وإنما خالف معاصريه أيضا حيث بعد سقوط العراق انهارت الحدود الفاصلة بين قصيد الغزل العذري وقصيد المجون الفاحشة لذلك شاعرنا حازم قد أعادة وضع الحدود بينهما وفي ذلك ثورة وجراة منه وهنا راوح الدكتور حازم بين التقليد والتجديد

الفقرة الخامسة :
البنية الايقاعية للقصيد :
اعتمد شاعر في قصيده الغزلي على بنية ايقاعية خفيفة في الوزن تنويعا فراوح بين الميم وإلفاء وانسجمت هذه البنية مع الخالة النفسية للحبيب فاستعمل الميم
"وهو صوت مجهور متوسط الشدة والرخاوة. ومن دلالاته الحدّة والقطع والاضطراب كما يدل على الخنوع والضعف" الغرام أمواج
واستعمل حرف الفاء
وهو صوت رخو، احتكاكي يحمل دلالة القوة والجبروت والقمع وتدل على ذلك الكلمات التي ارتبطت بها الفاء وقد استعمل الفاء كقافية للقصيد
فدلت على ثنائية الأمل والألم والقوة والضعف

الفقرة السادسة :
البنية النفسية والسوسيولوجية

راوح النص من. حيث بنيته النفسية والسوسيولوجية ثنائية الثورة والمواضعة حيث أن شاعرنا فلم يختر العشق المادي الماجن بل بالعكس قعد للعشق العذري وجعل له أبواب ثلاثة وذكرنا الدكتور حارم بابن حزم الأندلسي في كتابه طوق الحمامة الذي نظر فيه لابواب الحب وجعلها ستة عشر باب اسهلها بالحب من اول نظرة

وهنا جعل الدكتور حازم أصناف العاشقين الأول يهلك حين يجدف في بحر هواه واخر ييأس ولا يكمل النجديف وثالث ينجح ويتواصل الابحار الي ان يلقى حبيبته

خاتمة :
نشكر الدكتور حازم بأن منحني شرف نقد قصيدته ... والى ان القاكم بقصيد اخر اقول لكم دمتم في رعاية الله وحفظه

. الأديب والناقد المتحلج
طه