خاطرة (رسالة وطن).
أبنائي وأحبائي..
ويا رمز عزتي وكبريائي، وشموخي، وكل كياني..
ويا سبب وجودي وحياتي وبقائي..
بكم أرفع قامتي وهامتي..لأعانق النجوم، وألثم وجه القمر..
لا أخشى غاصبا، أو وضيعا قد خاصم وفجر، وطغى وتكبر، وما كان يوماً من البشر..
بكم أرتقي، وبكم أزدهر ، وبسواعدكم القوية، وزنودكم السمر.
ما هنت يوما وأنتم معي..وما ضعفت وأنتم قوتي وسندي..
وعشت ملكا متوّجا على كل الأوطان..
دوماً كانت قلوبكم بالحب عامرة..
ونفوسكم مطمئنة ومشرقة وزاهرة..
وبوحدتكم وألفتكم كنتم عملتي النادرة..فما وهنت، وما وهنتم..
هكذا كنت، وهكذا كنتم..
ولكن، وبين عشية وضحاها، بدأت أشعر بالضعف والوهن يتسللان إلى جسدي، ويستوطنان أوصالي..
تساءلت: ما الذي اعتراني؟وماذا دهاني؟؟!
بدأت أراقب أبنائي وأحبائي..
وليتني ما عرفت ولا رأيت..
آه ما أتعسني وما أشقاني!
أبنائي مختلفون، متناحرون يضرب بعضهم رقاب بعض..
ممزقون..تائهون..حيارى..
عرفت الآن سرّ ضعفي ووهني..
أبنائي عني لاهون..بعيدون..بعيدون
ناديت..بل صرخت وبأعلى صوتي..
يا أبنائي الأعزاء والأحباء..
يا أبناء الدم الواحد.. والتاريخ الواحد..والأمجاد والحضارات والانتصارات..
أبناء الأجداد العظماء الشرفاء..
وسادة الفتوحات والاختراعات والاكتشافات العظيمة والابتكارات.
عودوا إلي..تماسكوا، وبحبل الله اعتصموا..وكالجسد الواحد كونوا..
وكالبنيان المرصوص ظلّوا..
هل وصلتكم رسالتي وصرختي ورجائي وتوسّلاتي؟!
إن وصلتكم وفهمتم ووعيتم، سأكون بخير..وسأتعافى.. وسأعود إلى شموخي، وعزتي وكبريائي..
وإن تناثر صدى صوتي وصرختي في أرجاء المعمورة، فأعلنوا نبأ وفاتي، وادفنوا رفاتي..
وعندها..ستدوسكم قوى الشر والطغيان..وستصبحون طيّ النسيان..
لكن أنا على يقين أنكم سمعتم، وفهمتم، ووعيتم..فثقتي بكم أكثر مما ظننتم..أتعلمون لماذا؟
لأنكم وبكل بساطة أبناء نبيكم العدنان، وأمته التي كان يشار إليها بالبنان..وستعودون كما كنتم دوماً..
في الصدارة، وسيشار إليكم بالبنان..
نجاة كلش.