يَا دَفْـقَةَ العـيـْنِ سُحِّـي الآنَ وانسَكِـبـِي
هـَذِي المـَدائـنُ قـدْ لانتْ لـِمـُغـتـَصِبِ
إِنََّ البَلِـيَّـَّةَ قَـدْ حــاقــتْ بِـأُمّـتِـنـــَا
وَاجْتَاحَـَهَـا اللَّهَـبُ المَـوقُـودُ منْ حَطـَبِ
لِلْحَـقّ أشْرِعَـةٌ بَـيـْضــاءُ مَا انَْتـَكَـسَـتْ
مَهمَا عَـلَـتْ طـبَـَقَاتُ الرّيـحِ والـسُّحُـبِ
وَالعَدْلُ لَوْ رجَفَتْ كَــفــّاهُ أوْ وَهَـنَتْ
لَـمْ يبْـقَ فِي الأرضِ تَـشْريعٌ منَ الكُتـبِ
لا السّـيْفُ دَاوَى نَزِيفَ القـلْبِ منْ زمـَنٍ
لا الشـِّعْرُ ضَمَّـدَ جُـرَحَ الرُّوحِ وَالكـَرَبِ
لوْ طَوَّحََتْ خـُسُـفُ الأحْقَـادِ أَوْ وَغَـرَتْ
فَالسََّيْفُ يشْفـِي صُـداعَ الرّأْسِ وَالعََصـَبِ
يَا أمََّـةً الحَـقِّ وَالـمِيـزانِ هَـلْ عـلِِـمـَتْ
أَعْـجـَازُهمْ أَنَّ أَصْـلَ العِـزِّ فِـي الـعـَربِ
يـَا أُمّـةَ الـفَخْـرِ ذِي أمْجـَادُنـَا نَطَـقَـتْ
أُمُّ الـبُـطُـولاتِ وَالأنْـسـَـابِ والحَــسَبِ
أَيْــنَ الأَشَـاوِسُ وَالأبْـطَـالُ يا لَـهَـفِـي
أيْنَ القُـصُورُ تـَهَاوَى المَـجْدُ واعَجـَبِـي
إنـِّي أُحَــدِّثُ نَـفْسـي وهْيَ هَـائِـمَـةٌ
وَالـقَـلْـبُ يَنْزِفُ مِنْ داءٍ و مِـنْ وَصـبِ
أنـّى تَـهـُونُ دِمـَاءُ العُـرْبِ يـَا وجَـعِـي
أنّـى تُـدَاسُ رِقَـابُ الشُّــمِّ فِـِي التُّرَبِ ؟
لَيْسَ الوَجِــيـعَـةُ أنََّ الـذِِّئْبَ مُـرْتـقِـبٌ
إِنََّ الفَجِـِيـعَةَ أَنْ نَـرْضَى لِمُـُغْـتَـصــِبِ
مَا بيْنَ نـَهْريـْنِ يَغْـفـُو النََّـبْضُ مُلْتَحِفًا
مَوْجَ الدِّمَــَاءِ بِأَكْفـَانٍ مـنَ الشُّـهـُــبِ
هـَذا الـفُرَاتُ يـُنـَادي أيْنَ مُــعْـتَـصِـمٌ
كَـيْ يَدْفـَعَ الشَـرَََّ وَالأرْزاءَ بـِالغـَضَـبِ
ضـَجَّتْ بِدَجْلَـةَ أَمْــوَاجٌ تُـنَـاشِـدُكـمْ
أَنْ تَـحْفَظُوا العَهْـدَ مَوْشُومًا عَلَى الهـُدُبِ
أَرْضُ العـُرُوبــَةِ مـَا دَانَـتْ لمُِـرّْتَـهِـنٍ
يَوْمـًا وَلا رَكَعَتْ –غَـصْـبًا- لِـمُـسْتـَلـِبِ
بَيْــدَاءُ مَـا وَطِـئَـتْ أعْـطَـافَـهَـا قــَدَمٌ
صـَمـّـاءُ مِنْ صَلَـفِ الأحْرَاشِ وَالحــِزَبِ
أَرْضُ الشََّـهَامَـةِ وَالأبْطَالِ هَـلْ عَـرَفُـوا
أنَّا اكْتَـحَلْنَا بِـجَـمْر الحَرْبِ وَاللّـهَـبِ
أَرْضٌ تَـدِينُ لـَـها الأمْــصَـارُ رَاضـِيـةً
أَرْضُ الكِنَانـَة مَهْـدُ الـرُّسْـلِ وَالـكُـتُـُبِ
تَـبََّـتْ أيَـادٍ تَحـُوكُ الـغَـدْرَ تنْـسُـجُــهُ
تَـبََّ الذِِي كَـانَ منْ أيْـدِي أَبـِي لـَهـَـبِ
أمـْطَرْتُ بِالحَرْفِ هَطْلاً مِنْ صَدَى كَدَرِي
فَـأَوْمَضَ السَّيْفُ بَرْقًا منْ لَظَى غَـضَبـي؟
إنّــي أَرَى الفَـجـْر مِـبْـسَامًـا لـِعَارِبَـةٍ
تَـلَحَّـفَـتْ بِـعَـقِيـقِ الـقُـدْسِ وَالشـُّهُـبِ
أَخُــطُّ دَرْبـًا مِـنَ الأنـْـوارِ مُـفـْتـَخـِرًا
يـَعْلـُو الجـِرَاحَ أَسيرًا غَـيْـرَ مُـغْــتـَرِبِ
يُـعَانِـقُ الشـَّمْسَ لاَ يَـنْفَـكُّ يَـلْـثِـمـُهـَا
دَرْبِي النـُّـجُـومُ وَذَاكَ الضََّـوْءُ مِنْ أَدَبـِي.
الشّاعر التونسي شكري مسعي .