الثُرَيَّا..والقمر
************
الحُبُّ سحرٌ في الحنايا يقبعُ
والوَحْيُ يأتي للقلوبِ فتخشعُ
إن لم يجيءْ مِنْ ومْضَةٍ سِحْرِيَّةٍ
فَدَعِ الغرامَ فإنَّهُ لا يَنْفَعُ
يا ربّةَ الشِّعْرِ الجميلِ فتنتني
إنِّي بهاتيكِ الحروفِ مُوَلّعُ
قدْ راقَ لي صَدْراً لبيتٍ قلتِهِ
(قلبي الرقيقُ مع الهوى يتلوَّعُ)
إنَّ الحروفَ كما الزهورِ نَشَمُّهَا
وغصونها في خافقي تترعرعُ
الشعرُ يعرفُ أَهْلَهُ يأتيهُمُ
ويفرُّ مِمَّنْ للقريضِ تصنعوا
والشعرُ موهبةُ المواهبِ كلها
و الله أعطاها لمن قد أبدعوا
و(بثينةٍ) سَبَتِ الفؤادَ ببوحِها
مثل (الثُّرَيا) في السَّماء تشعشعُ
(قَمَرٌ) أنا ويظلُّ يعشقُ طيفها
و(بثينةٌ) عن عِشْقِهِ تتمنَّعُ
وَصَفَتْهُ بالسِّمِ الزعافُ وليتها
وصفتهُ بالمسكِ الذي يتضوَّعُ
قَدْ أشهرتْ سيفَ القتالِ كأننا
في حرب داحسَ والسيوف قواطِعُ
فعشقتُ هاتيكَ السيوف لأنها
كانت كثغرِ (بثينةٍ) إذْ يلمعُ
أم أشهرتْ سيفَ الغرامِ بِلَحْظِها
والقتلُ في عُرْفِ الهوى لا يُمْنَعُ
وتقولُ لي حَلِّقْ بعيداً يا فتى
وَكَانَّها في صَدِّهَا تَسْتَمْتِعُ
جَرَّدْتُ سيفيَ غازياً لفؤادِها
والشَّهمُ إن قَصَدَ الوغى لا يرجعُ
وأنا الذي ألبستها تاجَ الهوى
وجعلتها في عرشِهِ تتربَّعُ
بوركتِ في نسجِ القريضِ وبوحٍهِ
وقريضُ غيركِ جامِداً لا يُسْمَعُ
........
أبو مظفرالعموري
رمضان الأحمد.