هل تصدّقون ؟
أنّ لِروحي أجنحةً تنعَمُ بِحنانِها
تقلّبات النفس وميولها؟
بَسَطتُ يوماً جَناحيَّ
في وأمام الشمس
غطّى الأرضَ خيالَهُما .
تمزّقتْ الرياحُ فوق حقيقة الخيال
استيقظَتْ ذاتي الخفية ،،
هامتْ مع دقائقِ الأثير
وكان النور الطليق
من روحي الحُرّة
يُغلِّفُ المسكونة بِوريقاتِ الحُبّ
ونسائم المحبة
ودفئ العُمرِ اللامحدود ..
ها هو رُبّان سفينتي الفضائية
ينتظر إيماءتي ،، وملاَّحي الأفلاك
يُنشِدون أغنيةً
طالما سَمِعوا ألحانها من غير كلمات.
ها إنّها تدعوني الى الإبحار في يمِّ
الأُمَمِ المُنيرة في كبدِ الرَحاب .
ذاك الصباح
والسماء لم تأتلق بالنور بعد
بدأتُ تجوالي ، أتأمّلُ
الحياة وكَأنّ قطرة ندى
من قلبِ الفجر
شقّتْ طريقها الى جبهتي
وسُرعان ما تحوَّلَتْ
الى كأسٍ من الندى
المُعطّر بِأريجِ الربيع، ،
شرِبتُهُ حتى ارتَوَتْ مفاصلي
وطاف في عُمقي
ارتواءُ نبع الفردوس.
هل تُصدّقون ؟
أنا فِكرة من الأعماق
تتسلّقُ الذات
وتجنُّ من الإصغاءِ الى
قلوبِ العُشّاق .
انا الشوقُ الخافقُ
الذي ليس له مثيل
أنتَ الشوقُ نفسَه
روحي تعشقُهُ وإليه تميل
أخاطبُكِ أيتها الروح الجمالية ،
يا شقيقتي ذات الأجنحة الناعمة
التي لا يقهرها الريح!
يا ريشةَ نسمَةٍ بيضاء
لا صوت لها سوى أحاسيس
في قالبِ همسٍ وصلاة .
هل تصدّقون ؟
وقف شبحٌ أمام الحياة المُتمرّدة
وبِصوتٍ يُشبِهُ هدير مياهٍ غزيرة قال:
الحياة يا ابنتي بغير الحُبّ
مثل الشجرة بِغير زهرٍ وأقمار !
والحُبّ بِغير الجمال
كالوردة بغير أريجٍ او عِطر !
والإنسان بِغير حياة،،
هو مثل قصفِ العواصف ،
جسمٌ بلا روح !
فيا أحبائي ! الحياة والحُب والجمال هم اشراقة الحقيقة الباحثة عن الصدق والنور والفِكر .
فالحياة تستمدُّ شعاعها من قُدسية وجودِها والذاتُ روحٌ هائمة تقتاتُ وترتوي من نواعمِ ورودِها وعذوبةِ نبعِها .
ودا ئماً الحُبّ هو مُعجزة لو نُدرِكُ
معناها لأنبَسَطَتْ الأرضُ وفرَشَتْ
لنفسِها بِساطاً حريرياً على مَدارِجِ الفضاء الرَحب .
ل- رأينا القمر بين فتحات الأثير مُرنّماً أغنية الليل السرمدية .
وكان للصباح ان يبتسم مع تفتُّحِ كل بُرعُمٍ ويتحوّل الى زهرة روحية تنعَمُ بالحياة واستمرار أبدي.
هل تصدّقون إني مجنونةٌ بِرواياتي ؟
وعاقلةٌ في حقائق وجوديتي وكينونة الإنسان ؟؟
يا مَن ترسمَ البسمة على شِفاهي
أُحيِّكَ باسمِ شمسي وقمري
باسم احساسي ومشاعري
يا مَن تنتظرُ بِلهفةٍ بلاغةَ كلماتي
يا مَن تعشقُ حروفي ومِصداقية عواطفي
أنتَ مَن ينامُ ويتمرّغُ فوق بِساطِ
عُمري
أنتَ مَن تتغزّلُ بِشِعرِهِ قصيدتي
أنتَ مَن يَطويه بالمحبة جناحي سمائي .
بقلم : غريتا بربارة
أميرة الأحلام
لبنان
USA