قصيدة ( اللغة بعين الشَّاعر )............
لُغَتِي بساتينُ الرَّبيعِ رُباها
العطرُ عَبَّقَ أرضَها، وسماها
كم زيَّنَتْ؛ - كالزَّهرِ- بيتَ قصيدتي
وتعطَّرت محبوبتي بشذاها
فبدونِها، تبقى المشاعرُ داخلي
أشكو سعيرَ ضِرَامِها، ولظاها
وإذا رَسَمتُ مشاعري بحروفِها
محبوبتي - كالشَّمسِ- سوفَ تراها
هل في اللُّغاتِ نظيرُها عندَ الورى؟
ما سادَ في عِلْمِ اللُّغاتِ سواها
ربُّ الخلائقِ أعجزَ الشُّعرا بها
وأراهُ بالفرقانِ، قد زكَّاها
لغةٌ تحدى اللَّهُ - يا أهلَ النُّهى-
أنْ تبلغوا أو ترتقوا لذُراها
هذا التَّحدِّي للخلائقِ كلِّهم
صدقَ الإلهُ، فما احتووا معناها
حتَّى لو اجتمعوا، وعَضَّدَ بعضُهم
بعضًا، وجاءَ الجنُّ في فحواها
راحت رؤوسُ الكفرِ تُدلي دلوَها
خابت، وكان الخزيُ في مسعاها
لغتي بها الكلماتُ، تنسجُ ثوبَها
وتفرَّدت بنسيجِها، وبِنَاها
فيها الجناسُ، وبالسِّياقِ بيانُهُ
كم أبدعت؛ بتفرُّدٍ يغشاها
فيها العلومُ تخصَّصت، وتفصَّحت
كي نرتقي ببلاغةٍ، فتباهى
سطعت على تاجِ اللُّغاتِ كدُرَّةٍ
تزهو بسحرِ بريقِها، وضياها
فاحفظ لها تلك المكانةِ، وافتخر
إنَّ الأعاجمَ ما ارتقوا لعُلاها
بقلمي حازم قطب