قصيدة ( عيناكِ بحرٌ ).........
عيناكِ بحرٌ للغرامِ، وفيهما
سُفُني تجوبُ عوالمًا، وتطوفُ
فتزاحمت أمواجُ عينكِ عِندَها؛
كي تضربَ القلبَ العفيفَ ألوفُ
كانت ألوفًا ، لا سبيلَ لصدِّها،
والقلبُ من - طولِ السُّهادِ - ضعيفُ
فلترحمي صبًّا! تمزَّقَ قلبُهُ
-من سيفِ حُسنِكِ- يعتريهِ نزيفُ
لكنَّهُ، يمضي بحبِّكِ راضيًا،
فالعشقُ - لو تدرين عنهُ- لطيفُ
حتَّى إذا صابَ الفؤادَ بسيفِهِ،
نمضي لهُ، والضَّربُ منهُ صنوفُ
صنفٌ: كموجِ البحرِ، يُغرِقُ عاشقًا،
يهوي بهِ ، لا يُسعِفُ التَّجديفُ
والآخرُ المحمودُ، - حين يصيبُنا-
يرقى بنا فوقَ السَّحابِ ، عفيفُ
أمَّا الذي قد صابَني - يا شِقْوَتِي-
صنفٌ ، إذا ضربَ الفؤادَ، عنيفُ
يأتي على جسدي الضَّعيفِ، يُذِيقُهُ
مِن كلِّ أصنافِ الهوى ، ومُخِيْفُ
لكنَّهُ - رغم القساوةِ- ينحني
وقتَ النِّزالِ ، وما أراهُ يحيفُ
وهواكِ شمسٌ، لا تغيبُ ضياؤها،
لا يعتريهِ - مع البُعادِ - كسوفُ
قمرٌ ينيرُ الدَّربَ، - في ليلِ الدُّجى -
ما غابَ عنِّي، أو أتاهُ خسوفُ
وربيعُهُ ، لا ينقضي من مُهجَتي،
فيهِ النَّسيمُ - على الفؤادِ - لطيفُ
حتَّى إذا مضت السُّنونُ، - حبيبتي-
يبقى الرَّبيعُ، ولا يحلُّ خريفُ
بقلمي حازم قطب