قبل الوداع!!
قلتُ له:
أنتَ يقظتي القاهرة
لأن الشمس قائدة أنواري
واليقظة فجر جيشهِا
وأنتَ مَن تغمُرُ وجهي
بِنورِ بهائكَ ..
يا مَن تهمِسُ في نفسي
هدأة الصفاء ،،
أنتَ روحٌ نقية كأشعةِ الشمس
وقلبٌ مُتّقِدٌ كالنار الحالمة
أنتَ فِكرتي الصافية كبُحيرةٍِ
بين جبال الأمل .
أراك في أسرار الحياة
مُغمِضاً عينيك عن الدنيا
مثلي تماماً لِنرى معاً ما وراء الدنيا ،،
ولا نسمع ضجيج الأرض
بل أغاني اللانهاية ..
أعشقُ ليلكَ
وأنتَ تعشقُ ليل أفكاري
وداعاً أيها الفِكرُ النابض
في عقلي ووجداني
في قلبِ مشاعري
وعُمقِ احساسي..
متى يحين اللقاء من جديد؟؟
قارِبُ الوداع يُبحِرُ خلف الزمن
مُتامّلة أنفاسَك تهربُ الى مضجعي!
دموعي الحارقة حفرتْ بئراً من الأشواق في شرايين عُنقي!
صوتُ الحنين يناديني ..
أحترقُ في رَمَقٍ أبدي !
هيهات أن أرشُفَ نقطة حياةٍ
من نبع حنانك !
أنتظرُ لحظة سقوطك فوق وِسادتي!
قال لي:
كم تُنازعُ روحي بِغائبٍ بألف
آهٍ في أشتياقٍ !
جلستُ في الليل أعدُّ أسراب
ملامِحكِ الهاربة المُهاجرة في ذاكرتي !
أنثرُ حبوب آمال مُخيلتي في جوف حُنجرتي، وأناغي الليل
وضوء القمر على صفحة بحري
وتقلّب أمواجي !
أراكِ في كل صنّارة صيد في روحي تتخبّطيّ !
وترتاحي في أفق أفكاري
حتى اني شممتُ رائحة البخور
المتصاعد من دهر الشموع تتحوّل الى سرواتٍ من عبير تتلقفها أنفاسي التائهة في ربيع أنفاسِك!
قال لي بِهمسِ الليل لِنجوم السماء :
سلامٌ على مَن تعرِف معنى الحُبّ
ولا تملك حبيباً !
قال أيضاً :
ربي يُسعِدُ ليلَكِ
الساهر مع القلم
وقلبك المُقفل
مع السهر !
سأكتبُ يا صديق العمر
حتى يجفّ القلم
والقلب دائماً يُزهرُ بالحُبّ
ويصنعُ من العِشقِ العَجَبْ!
أرسلتُ اليه هذه المكتوبة :
شعرتُ بكَ تعصرُ الحُبّ في قلبي
كيف لو ترشُفُ الخمر من روحي
ًأو تسكُبَ روائعَ العِشق
في كياني؟
وجاءت آخر رسالة منه :
مَن أنتِ ؟
مِن أين أتيتِ ؟
ما أجمل أناقتكِ !
وروعة مشاعرك!
سألني مرة:
هل تأذني لي بالدخول الى قصر قلبك؟
الى إمارتِك ؟
الى عالمٍ أنتِ سيدته؟
ما أزال سهران وخيالك أنيسي.
تمضي أيامٍ وليالٍ
بين قلقٍ وخيالٍ !
لا أنيس ولا رفيقٍ !
أنتِ خلف الأُفُقِ وأنا أصلاً بلا جواب !
لا قلبي يهدأ ولا عيوني تغفى !
مثل غريبان
لا نعرِفُ للحديث بداية
ولا للكلام نهاية
تلعثمتْ نظراتنا على الورق
والقلم تَعِبَ من الضجر !
يرى عيونه تتكلم ، ينسجُ الحروف
على الوتر ، يسمعُ حِبري يتجلّى
فوق السطر ! ويتلوّى الفِكرُ !!
والسؤال عابر سبيل في قاعة انتظار !!
قال :
أفتشُ عنك بكل قواميس العالم
ولم اجد سوى يقيني انكِ أنتِ
حبيبتي بِثوبِ وقلبِ قِديسة !!
أضاف من حديث روحه مؤكِداً :
أنتِ .... أنتِ هي كُلَّ الأنوثة .... !!
هل يا تُرى نلتقي قبل الوداع ؟
بِقلم: غريتا بربارة
أميرة الأحلام
لبنان