حكايات رمضانية...
الحكاية الخامسة
مسحراتي العُرب ... أنا
بعد إنتهائه من تناول طعام الأفطار و أداء صلاة المغرب ، جلس وبعض أفراد أسرته وابنه الكبير ( ليل ) تحت شجرة الجميز التي تتوسط حوش البيت القديم الذي يسكنه هو وعائلته والمتوارث أباً عن جد وهو المساحة المتبقية من مجمل مساحة الأرض التي كان يمتلكها جدهم الأول وتبلغ المئة وخمسون متراً مربعاً كان قد بُني عليها منذ عدة عقود منزلاً قديماً مكون من ثلاث غرف مغطاة بألواح الأسبستوس ؛ ويسكنها الآن المسحراتي ( أبو الليل ) وجميع أفراد أسرته البالغ عددهم سبع بنات وثلاثة أبناء .
بدأ ( ليل ) الحديث مع والده عن ضرورة أن يضيف والدة أشعاراً جديدة للأشعار القديمة التي يحدي بها أثناء قيامه بإيقاظ الناس لتناول طعام السحور والتي مر عليها عشرات السنين، وأن عليه أن يواكب المتغيرات التي تعم الوطن العربي، قاطعه والده وهو يقول : أنا ليس لي علاقة بالسياسة وما بإحدى بالسياسة يا ولدي ؛ وعلى العموم أعطاني صديقي أبو حازم وهو شاعر ومبدع بالقول والحكي ، وقال لي بأن هذه القصيدة هدية مني لك يا أبو الليل ومناسبة جداً للحديّ ؛ ومن أسبوع يا ولدي وأنا باحفظ كلماتها ، وهذه الليلة إن شاء سوف أحدى بها وتعال معي حتى تسمعها وتقول لي شو رأيك فيها وفي كلماتها وهي بعنوان ( مسحراتي العُرب أنا ) .
بعد الساعة الثانية والنصف من فجر ذاك اليوم أيقظ أبو الليل ولده ( ليل ) وخرجا من المنزل متجهين نحو الحي المخصص له العمل فيه .
بدأ أبو الليل ينقر على طبلته وصوته يشق سكون الليل وهو يقول مسحراتي العُرب أنا ؛ انتبه السكان وأدركوا بأن هذا صوت المسحراتي أبو الليل وأن العنوان كان مفاجئاً لهم ؛ فأصغوا له جميعاً ، وأكمل أبو الليل القول ...
مسحراتي العُرب أنا ...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
اصحَ يا نايم ... وحد الدايم
اصحَ ... قبل الفجر ما يهل
جاي اليوم أنا ...
احكي عن الكُل ... وعن
قصة الانكسار العربي
لكن والله يا ولدي
أنا محتار ...
من وين أبدأ
قول لي يا جار
أبدأ من عند الربيع العربي
اللي دمر كل البلاد و الديار
اصحَ يا نايم ... واسمع
مسحراتي أنا ...
و ح أبدأ الحديّ والقول
من يوم ما ...
شَقشَقَ الفجرُ ... وأتى
هاتفُ القدر
يوقِظُ فيك و فيَّ السَهر
ويهزُ كيانك و كياني
وأنهضني ... من سباتي
وقال ٠٠٠
اصح يا نايم ... اصحَ
قُم واسمع الهاتف الداعي
رعدُ الحق من السماء آتى
يزمجر بغصب ... يعلن
عن الحق ما في سكوت
ولا في نوم ولا صوم
اصحَ يا نايم ... اصحَ
النصر و الصوم ما بدو نوم
كله جاي بفضل الله و بركة
شهر الانتصارات رمضان
يا رب يا رحيم يا رحمن
يا حنان يا منان
تحمي كل الشعب
من الخطر الداهم
من الغربِ
على بلادِ العُرب
لا يُخجلهُ ٠٠٠
ألمنا وظُلمنا
ودمع أراملنا ٠٠ وبكاء أطفالنا
واغتصاب عذريتنا
اصحَ يا نايم
قم واشهد جرائم العصر
قد عَمَت الأرض والعرض
وأَرخَت ستائر الظلم والقهر ٠٠٠
على الربوع والفيافي ... من
شام الشموخ الأبيّ
حتى المغرب العربيّ
ومصر الكنانة ٠٠
والكل الخليجيّ
من العراق النازف
لفلسطين الجريحة ٠٠
لكل بلاد العربان الطريحة
اصحَ يا نايم
جاك رمضان ...
يحكي ويقولك
كل شعوب العُرب ٠٠
مغلوب على أمرها
مفضوحٌ سرها
مكشوفٌ عرضها
للغازي والدجال
بأيادي هذا النصاب
وذاك الخائن المحتال
اصحَ يا نايم
أنا مسحراتي العُرب
جاييكم من الشرق
ومن أقصى الغرب
أقول : اصحَ يا نايم
واعلم بأن خطر الغزاة
على العُرب داهم
باتوا في خَمرِهِم
وسُكرِهِم
ونَشوَة لذتهم ٠٠
أضحوا كالشاةِ ٠٠ الطريحة
أو كفحلٍ ٠٠٠
أنهى لتوه
حاجةَ أُنثاه القبيحة
فأنتم الأُنثى
وهُمُ الفحل ٠٠٠
وآآآ مُصيبتاه !!!!
الرجال الأحرار ٠٠٠ حُبلى
ألماً وهزائم
قُم أيها العربيّ
وحارب الانكسار ٠٠٠ والعار
قُم ومزق ٠٠
الشتاتَ ٠٠٠ واحفظ الديار
قُم وتصدى للانهيار
ألم يبقَ فيكم
فارس ولا مغوار
قُم أيها النائم وأشهد ٠٠٠
تلويثهم لدمائنا وفكرنا
وتشويه ديننا
قَم وأشهد ٠٠٠
تدميرهم لتراثنا
وحضاراتنا
قُم وأنهض ٠٠٠
ودع الخوف والخنوع والوهن
قُم ٠٠ قُم ٠٠٠ وأصرخ
يا أيها الظالم تنحى ٠٠ وأنصرف
وقاتله ٠٠٠
وأجبره للتنحي عن أرضنا
وأشهر سيفك
ضد الظالم المستبد
وحرر من بين أنيابه
عرضنا ٠٠ وأرضنا
وألجمه بنار الغضب٠٠ العربيّ
الآتي إليهم
من لهيب ذاكراتنا
وأَشهر ٠٠٠
سيوف العز ٠٠ والمجد
وسيف صلاح الدين
وسيوف الكثيرين
وعلى رؤوسهم أجمعين ٠٠٠
سيف الحق ٠٠ سيد الخلق
سيف الرسول محمد
لعلهم يدركون ٠٠٠ بأن
السلام والإسلام
لا ولن يغادر
فكرنا
وأرضنا
د. عز الدين حسين أبو صفية