توثيق قصيد تحت عنوان ولا تزال طفلة بقلم الشاعرة فاطمة المغيربي

ولا تزال طفلة

طفلة تقفو أثر الفراشات
تتطاير جدائلها تلهو بها الذاريات
تخاطب الأزهار
عجبا هل للازهار لسان وكلمات
اتراها من نسل سليمان
سخرت له الإنس والجان
وحذق لغة الطير والأشجار
تمد رقة يديها
تداعب خد الزهرة الندية
تجثو على ضفاف هدبيها
تهمس حنانا في اذنيها
طفلة تجمدت الطفولة في مقلتيها
تحط الحساسين على كفيها
يبيض الحمام على كتفيها
وتورق الزنابق بين شفتيها
تحكي للاقحوان قصة عشقها
لربيع يلازم أحلامها
لسحابة بيضاء في افقها سابحة
سنابل حبلى تنحني بين خطواتها
تشتهى جنة تحت أقدامها
يكبر الشتاء ويشيب الربيع
تبكي السماء ويؤذن خريفها
ولا تزال طفلة
تمطتي أرجوحة من أحلامها
تنثر حبات قمح في حديقة ازهارها
لتعود العصافير المهاجرة
وتعود الحكاية إلى بداية موعدها
تشدو للصبا احلى الأغنيات
طفلة مختلفة تنشد حياة مختلفة
لا عزاء لمألوف الحياة
ستحملها العصافير في مناقيرها
ذات يوم
وترسم معها عالما جديدا مختلف الكائنات
تحكمه الأزهار والطيور فيه أمراء وملكات
وهي تبقى طفلة لغتها ابتسام وضحكات
هكذا وشوشت في أذن الزهرات
اتراها تكتم سرها ام تفشيه لواقع
مرير الجلدات ؟؟؟؟...