السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة وعبرة من البحر المتقارب
………………
خبز وملح…
…………… .
أتى قادما من أهالي الشام
يزور إمرأً رفيع المقام
لبغداد ذا ينتمي في العلام
مناه يلاقي لأوفى الكرام
إذا ما تناول رغيفا فقام
بتركٍ لنصف له للكرام
لمن يحفظوا الملح والخبز عام
يدوم لعام وعام وعام
فقال الذي قادما من الشام
أنا احفظ ياأخي هذا المقام
وقال له زرني في الشام
أتى إليه زائرا في الشام
فجاد عليه بألذ، الطعام
وكانت فتاة حسناء المقام
ببيت الرجل الذي من الشام
وذي حبه الذي في العلام
فحب الرجل الفتاة ذي المقام
اشار لمن اضافه في الشام
بحق لخبز وملح طعام
فلبى له مكرها المرام
ودارت الأيام أياما أيام
فاضحى فقير الذي من الشام
فراح يزور الرجل ذو المقام
بقصر كبير له ذو مقام
فأخبر الذي اتى من الشام
لهذا بحارس له من الخدام
فأرسل الذي في علو المقام
بكيس ذهب للذي من الشام
ولم يسمح الدخول له المقام
فثار الرجل غضبا وهام
رمى كيس الذهب بوجه الخدام
وراح يعاني المرار دوام
ليوم أتى رجلا ذو مقام
فحن عليه بعمل مدام
فصار عظيم الجاه والمقام
بنى قصره ثم أتته مدام
تعرض عليه إعداد الطعام
فرحب بها ترحيب الكرام
وفي ذات يوم عرضت المدام
عليه الزواج ببنت الكرام
فوافق وللعرس عزم وقام
اتى البغدادي لعرسه المقام
فثار غضبه وسب ذو المقام
فقال الرجل أهدا واسمع كلام
فتلك التي اعدت لك الطعام
تكون أمي يااخي من الشام
وتلك الزوجة لك اختي هيام
وحين لم ادخلك قصري المقام
لكي لا تراك ابنة عمك مهان
أنا يااخي الذي حفظ الطعام
لملح وخبز بصدق الكلام
بكى الرجل الذي من الشام
وضم له ضيفه ذو المقام
بكل ود وحنان واحترام
فهذا خصال الوفي ياكرام
فالنحفظ الخبز والملح دوام
لكل تسود المحبة فينا تمام
………………………………… .
بقلم محبكم في الله محمد أحمد العليوي السلطان
14/رمضان /1442هجري
26/4/2021ميلادي