يا بحر ما أغربك!
حاولت أن تجلس يوماً على شاطئ البحر ؟
وتلقي نظرة الى الأفق..
ذلك الخط الوهمي
الذي يربط السماء بالبحر؟
وتصغي للموج
وهو يحكي حكاياته
يئن يزمجر
حتى يرتطم بالشاطئ
فتهدأ ثورته
ويتحول لزبد يرغي
ابيض اللون على الكثبان؟
حتماً الصورة مختلفة
بين هجوم الموجة
وانكسارها.. فرق شاسع
تُرى ماذا تقول الأمواج؟
لمن تقول أنا عملاقة حيث أنا
فاذا ما اقتربت منك تحطّمت..
من أي بلد قدمت لتستريح هاهنا وتستكين؟
ما بين الأفق والشاطئ
صفحة
صفحة تراها ملساء، ناعمة،
هادئة.
حتى تقترب
تبتدي ثنايات الصفحة
تتحول الى صفحات.
صفحات تحمل عناوين شتى..
تقول يا ناظري
ماذا تعلم عني؟
عن قلبي، عن كتفي ،عن بطني، وما أحمل!
ليس كل ما في أعماقي كنوز
وعرائس وقصور وشعب مرجان، ولآلئ..
في أعماقي حيتان وأسماك قرش وأساطير جان..
ما بين الأفق والشاطئ أسفار وأساطير يجهلها الانسان..
قبل ان تتشفّى بها
وهي تتحطم..
ارفع نظرك الى أقصى مدى
وانظر!
كيف هاجت وماجت وجاءت وجنّت..
حتى وصلت متعبة فانهارت.
وسحبت معها الأصداف على أشكالها.
وانتهت هنا قربك!
يا بحر ما أغربك!
فاطمة البلطجي