رسالة إلى المعلمة
لا تعجَبِي إذْ أنتِ منْ أهل القلمْ
فلقد غدَتْ أقلامُنَا قيدَ العدمْ
لا تطلبي من فاقدٍ عقلًا يعِي
أيَّ احترامٍ أو ذكاءٍ يُحْتَرَمْ
يا سيدِّي حجبَ النفوذُ مروءةً
سَخِرَتْ مِنَ الأمِّ الرَّؤُومِ فَلَمْ تَصِمْ
و رجولةً أَولَى بِهَا بطنُ الثَّرَى
قبلَ اتِّهامٍ للأمانةِ و القِيَمْ
كمْ خَرَّجَتْ تلكَ التي قد عِبْتَهَا
منْ كلِّ بيتٍ نافعًا يبني الأمَمْ
قلتَ احملِي يا ليتَ مثلكَ قد وَعَى
حملَ العقولِ و ما عليهِ منَ الألمْ
زعمٌ كذوبٌ أن مثلكَ حاملٌ
معنى الكرامةِ و الرجولةُ تُتهمْ
قبلَ اتهامِكَ و اعْتِدَائِكَ هَلْ تَرَى
نَفْسًا لَدَيكَ بِلَا قُصُورٍ لَمْ تَلُمٰ
لَمْ نَعْتَرِضْ يَومًا عَلَى خَطَأٍ غَدَا
صِدْقًا تَهَدَّدَ نَسْلَنَا أوْ ينتقمْ
اسْأَلْ مَتَى نُصْحًا أَرَدْتَ أَيَا عُمَرْ
هلْ قاطعٌ يدَ سَارِقٍ يَدُهُ العَدَمْ؟
أَغَلَلْتَ أَيْدِيَهَا بِقَيدِ عِمَالَةٍ
مَا قَدْ أَتَتْ سَلْ قَبْلَهَا أَيْنَ الحِكَمْ؟
إنْ كُبِّلَتْ يدُ سابحٍ لا نرتجِي
منهُ النجاةَ- و إنْ تَمَكَّنَ-يَنْعَدِمْ
فاجْلِسْ وراءَ مكاتبٍ محجوبةٍ
كَي لا نَرَى تلكَ المهازلَ وَ الرمَمْ
لا تحْزَنِي يا أختَنَا كلٌّ هُنَـــا
قلبٌّ يُؤَازِرُ كي تكوني في شَمَم
يا أيها العَلَمُ المُعَلِّمُ غيرَهُ
افخرْ بنفسكَ عاليًا فوقَ القِمَمْ
و انظرْ تلامِذَةً لكم صانوا الهُدَى
منكم فلم يَتَجَحَّدُوا فضلا لكم
ثم الجزاءُ إذا بلغتم ساعةً
عندَ المليكِ بهَا القضاءُ بلا تُهَمْ
نَحْنُ الْأُلَى حَمَلُوا رِسَالَةَ أحْمدٍ
وَ صِحَابِهِ منْ أنبياءٍ للأُمَمْ
نَحْنُ المَنَارُ عَلَى الطَّرِيقِ لِمَنْ سَعَى
وَ عُلُومُنَا وَ مَكَانُنَا مثلُ الحَرَمْ
#وليد_الغمري