لمن أشكو همي ؟
بعد أن غادرت السفن يمي
يا خالق الكون
أين هم أبناء دمي ؟
لمن أشكو همي ؟!
أشكو همّي للسهل و الحقل
للمعول و المنجل
أشكو همّي إلى الشمس حين تشرق و حين تمسي
أشكو همي إلى القمح ..إلى الدوح
إلى الجبل ..إلى النهر و البحر الى الحجر
إلى الله رب البشر.........
و عشرةٌ و أنا منهم نسوح الأرض بطاحاً
شرقاً و غرباً...جنوباً و شمالاً
كما ( فرحات ) فعل
يا غيد الأرض مدِّي جواريك
و اشتري العبد بلا عصاً
و لو كان المتنبي عبداً
ما مدح و لا ذم أحداً
في بلادي أنا و أنتَ
أنتَ لست أنتَ
أنتَ...مأساة الزير
أنتَ...موت البعير
حين لا يجد الكلأ و الغدير
يا سماء نجد
و هل سماء نجد غير سماء بلادي
يا سماء مصر
و هل لمصرَ سماءاً غير سمائي
يا سماء الله و هل لله سماءاً غير سمائي
جودي جودي جودي
فقد مات من بهم أنا أنادي
مات الحق و الحق في وادي
و الخلود للأحقاد
يا سماء ربي
في مصر في سوريا
في العراق في لبنان
هي كلّ السماء
جودي بعطاءِ
فقد فقدتُ رضا أعوادي
يا حجرَ الصوان أنرْ مصباح بلادي
فمصباح بلادي لا يجاريه أيّ مصباح
إن شحت ناره اليوم
فغداً مياه زمزم
تأتينا من كل وادٍ و وادي
فهي في حالة روحانٍ و غادي
صُبي الزيوت
فالزيوت تحرق الشحوم أو تزيدها للعباد
رحماك ربي إن غادرت المرضى
أين هم الأصحاء ؟.!
فرحات :إشارة إلى الشاعر إلياس فرحات
بقلم يوسف ابراهيم المقدم