كانت عطر الياسمين
قد كانت عطر الياسمين دما
عندما وقعت وطني في دمعة
الإنكسار
و كانت دموعنا على الخراب في البلد
أنهار
أحترق كل الجبال و الشجر مع أعشاش
العصافير المعلقة فوق
الأغصان
احترق الارض وبكى لهيب الحجر على
دموع الفقراء
فهاجرت الطيور من المكان المشتعل
بأحقاد البشر
مع الموج الراحل نحو الأعماق بلا
عناوين
والسماء لونت وجهها بالدخان الاسود
والضباب قد ضاع بها
البلبل و الكنار
و قد سقطت الشمس في الأسر و إنجرح
وجه القمر برحيل سكون الليل في هذا
الزمن العار
و إنقلبت القيم و سقطت أخلاق البشر
في بئر الأحقاد وذاد الشيطان من
نشاطه في العقول التافهة فأحرقتنا
عقول الصغار
و هربنا من الموت للبعيد و بأحضان
الغربة متنا و أزلتنا الغربة و الزمان
علينا جار
ونمنا في دموعنا طويلاً أمام مكتبة
الذكريات
و قلبنا صفحات الكتب المنسية بأرشيف
الذاكرة فتذكرنا ذكريات الأهل الجميلة
في الدار
فجلسنا محدقين خلف الحدود بنظرة
الحسرة للوطن
فبكت القلوب دماء الحزن على الذي جرى بنا
وصار
فهيهات على هذا الزمن كل أيامه صار
علينا غضب و
إعصار
فكانت عطر الياسمين تشفي و تنعش القلوب
يوما
اليوم أصبحت عطر الياسمين جمرٌ
و نار
و ها أنا أبكي من جديد على بلدي و أدعوا
الله أن يعم السلام في بلدي لأزرع بدل
الموت و الحقد في شوارعها تسامح
و محبة و سلام بعطر
الأزهار
نحترق من حرقة قلوبنا على خراب البلد
و نحترق بأحتراقنا عندما نرى كيف تحترق
غاباتنا دون المساعدة من أي دولة و
أمام كل الأنظار
و سأبني المحبة بجدرانها حجر حجر
و سأغسل جنازة القتيل المجهول
بالريحان و الغار
و سأسامح إبن بلدي لتحيا البلد من جديد
ليفرحوا أطفالنا
الصغار
فسلاماً لأرض بلدي الجريحة
من إبن كبار
فعندما أعود يوماً لبلادي
سأرسم وفاء التراب للشهيد و سأقبل
جبين الإمهات في المخيمات إعتذاراً منهم
على الصبر الطويل
سأشكوا جرحي في ألمي بظلم البشر بنا
و سأشكوا
دمعة الطفلة و حزنها الحزين .
لواحد الأحد
الجبار
كانت عطر الياسمن
اليوم أصبحت ........... جمرُ
و نار
مصطفى محمد كبار ...... 10\10\2020