( ضلوع بكت قلبا )
من البحر الطويل
-----------------
خليليَّ عُوجا فالضلوعُ بَكتْ قَلبا
وعادَت قِفاراً روحهُ تسلكُ الدربا
رَمَتْ من جراحاتِ السنين بإثرِها
تتوقُ إلى فجرٍ فيحطِبها حَطبا
تحِنُّ إلى ماضٍ وما نُلتَ غيرَهُ
فإن تبتغِ الآتي فقد نُلتَه الصَعبا
تجرَّعتَ كأسَ القهرِ منذُ سُقيتَها
فاترَعْتَ منها كل مفروغةٍ سَكْبا
تحمَّلتَ نزفَ الجرحِ مثلُكَ ما مضى
إلى غايةٍ إلا وأعيا بها الكَربا
تُسائلُ عن صحبٍ تشتتَ جمعهم
فعاثت رياحُ عاصفاتٌ بهم سِربا
وضاقت بهم داراً فسيحاً مقامُها
فأضحَت خياماً بالياتٍ ربَت جَدبا
كأن فؤادا مزقتهُ سيوفُها
تطايرَ أشلاءً فأنى لها العقبى
تُحاورُ في ذي الدارِ بعضَ طلولِها
وتبكيهمُ الأهلين والخلّ والصحبا
وليسَ لأحلامِ التصابي دوامُها
فإن داعبَت عينيكَ فاهْنَأ بها قُربا
هي الشمسُ في عينيك ما زلتَ عاشِقا
وتهفو الى اللقيا فتودعُها القلبا
---------
د٠جاسم الطائي