قمقم
وقفت والشاطىء المهوس عشقا
يمد ذراعيه يفتح أحضانه على مصراعيها
يحلم بلقاء
موجات غرة تتقافز نحوه تسارع الخطى
تبصق لمى زبدها على شفاهه المحترقة
ثم تعود نحو الأعماق خببا
تتعثر في جلباب خجلها
وتتلاشى في زرقته الخالدة
يا ابنة البحر وسليلة الحلم الشهي
حورية من زمن الجمال
والحب السرمدي
عودي إلى أحضان شاطئي
على كتفيك طيف حبيبي
يغوص ويطفو كالنبض في دمي
أيها القادم على مهل
وأيام العمر لاهثة الخطى
تحملك موجة سكرى بعشق البحر
سفينة ثملى ليس يعنيها الخطر
نار شوقي على حافة شرياني تستعر
والشاطىء العاشق مازال ينتظر
أن يبزغ فجر يتلوه قمر
موجة تعدو نحو الصخر
يتفتت لهاثها وزبدها ينتثر
قتيل هواك تعفر رمله بدمي
انفاس الحنين تنثال بين أصابع يدي
وحبك أشلاء يبكيها وريدي
على صفاحات دفاتري
محزون قلمي حمر قصائدي
وعلى ساري سفينتي المحطمة
ينازع آخر النوارس
ويلفظ انفاس الهوى
رسائل عشق في قمقم تتقاذفه أمواج البحر
وتلقي به على شاطىء العطش
واللهفة الحارقة
فاطمة المغيربي