الفصل3
اختار ماهر عيادة دكتور نفساني نائية عن قلب المدينة عساه يعثر على طبيب متفرغ ينصت إليه دون عجلة. لكن و برغم ما خمنه، فمنذ دخوله إلى العيادة فوجئ بآكتظاظ القاعة بالمنتظرين.ففكر لوهلة في الرجوع لولا همسات بعض الحاضرين عن نجاعة هذا الطبيب و تطوعه الإنساني في مباشرة الحالات المرضية لمرضاه التي أثنته عن عزمه.
دفع معلوم الخلاص و آنتبذ مقعدا قصيّا عن الناس ثم شرع في تصفّح جريدة بعد أن آسترعى آهتمامه مقال صحفي يتحدث عن نوعية المبادلات التجارية الجديدة التي تنتهجها الدولة مع بعض البلدان الإفريقية و خاصة منها السودان و تساءل عن موقعه فى خضم هذه الأحداث الاقتصادية ثم نظر إلى اليومية ،قرأ التاريخ "الاثنين 16سبتمبر" و توالت الأسئلة في ذهنه إلى أن غلبه النّعاس و غفا.
الطبيب:
-هل أنهينا العمل؟
الممرض:
_لم يبق سوى هذا السيد وهو نائم .
الطبيب:
-من ؟السيد ماهر المريكشي؟لماذا لم تمنحه الأولوية؟ ألم أحدثك عن خصوصية التعامل معه عند آخر زيارة .
خلال هذا الحوار،استشعر ماهر ما دار حوله من أقوال لكنه استنكر مجددا ما وطأ سمعه من حديث وخيل له أنه أضغاث أحلام .لذلك استقام واتجه آلى الطبيب مباشرة مصافحا إياه .
_ أهلا دكتور.
_ أهلا سيد ماهر، أعتذر منك عن هذا التأخير.
ماهر وقد دقت طبول الفزع في جنانه "ما هذا ؟!.. أو يعرفني الطبيب أيضا ،مستحيل... هذا جنون .لم أعد أقوى على التحمل ...!؟ .إذا كيف لي أن أقول بأني شخص تائه لا أعي شيئا .كيف؟.. أ أْعزيها إلى الصدفة ثانية .كيف لي أن أتبين مقصدي والأماكن التي عرفتها سابقا داخل هذه الدوامة من التوهان التي أحياها ؟ ماذا يوجد في رأسي ! وما هذه القوة الغريبة التي تسيّرني. كيف لي أن أصدق بأني لا أعرف منهم أحدا .أكل الناس تعرف من أنا ،إلا أنا ...! من أنا ؟ من...من...؟
وفي اللحظة ذاتها يسقط ماهر مغشيا عليه بين أحضان الطبيب والممرض.
سمية مسعود
يتبع .....