الفصل 2
يعود ماهر مباشرة إلى شقته الباردة و الخالية من الحياة باستثناء بعض الكلمات التي يتبادلها مع بواب العمارة الذي يسهر على شؤونه، حيث يصطدم فيها و لأول مرة بوحشة مريبة تجتاح كل ركن من أركانها .لقد تأكد هذا المساء أن أسرته الذي يتذكرها قد غادرت هذا المكان منذ مدة بعد ما كان يستأنس بأطيافهم و هي تغمر هذا المنزل. هذه الحقيقة التي أكدت له جديا بأنه يفتقد إلى شق كبير من ذاكرته الشخصية .
فجأة خطر بباله أن يبحث في متعلقاته عما يساعده على تلمس الأسباب التي حددت له هذا المصير فانصرف باحثا في مكتبه حيث وجد العديد من عقود الشراكة المحلية و الأجنبية و عبثا أمضى كامل الليل يراجعها إلى أن أثقل النوم و الصداع جفنيه فأغرق في نوم عميق.
يرن جرس الباب، انها التاسعة و النصف صباحا، فيستيقظ ماهر مثقل الخطوات واهنا لفتح الباب
-صباح الخير سيد ماهر ، لقد وصلك هذا الضرف.
يفتح ماهر عينيه المحمرتين"انه من السودان".
يفتح الضرف فتتولد في خاطره نقطة استفهام جديدة
يحاول أن يفهم ما يقرأ دون جدوى ،و كلما حاول التذكر أو الاجابة إلا و ازداد صدع الدوار في رأسه
لكنه اهتدى أخيرا أنه يقتفي أثر الجنون لذلك لا بد له من معين كي يتخطى محنة التِّيه و عساه يكون الطبيب.
يتبع