الفصل الأول
(الحلقة الأولى)
يستيقظ الكون و هو نائم و تتمايل الطبيعة و هوجاثم،لا يعي إلا لدمعة مثقلة بالهموم تسيل على خديه ما تكاد تشارف ذقنه حتى تنهمر الأخرى لتجرف معها نضارة وجه و إشراقة محيٌا ما سئم يوما الابتسام لكل فجر جديد.
فكيف سيبتسم و قلبه محطّم كهشيم البِلّور؟و على ماذا سيقوى و هو واهن العزم مقهور،مدحور!
ينظر الرجل الى السماء و يرفع يديه مسترحما:" ربي إلى من تكِلُني و قد سُلِبتُ قرّة عيني؟إلاهي ارحم رجلا فقد الزوجة و الولد و هما كل من أحب"
تمر الأيام دون أن يستجمع ماهر ما يفسّر به غياب عائلته عن الدّار أو هذه الآلام التي تُبرّح جسده ليلا نهارا أو ما يفسّر له صفير القطار الذي يصمّ سمعه كلما حاول تذكر ما حصل،دويٌّ يكاد يرحل بلبِّه،فهو يتذكر جيدا زوجته و ولده و منزله و يعجز عن إدراك ما حصل له و ما سبب وحدته و ما ذاك الصّدى الهائل الذي يعشّش في دماغه...!
يتبع ......