الغيمَةُ العَجْفاءُ قدْ ضحِكتْ بقلم الشاعر والناقد شكرى مسعى

الغيمَةُ العَجْفاءُ قدْ ضحِكتْ

ومازالتْ تُعربدُ في الأفقْ
والوقْتُ مشْدودٌ إلى وَتد السُّؤالِ
ولمْ يُطهّرْهُ الشَّفقْ..
والنّاسُ في ضَجـَرٍ وقدْ هـَجـَرُوا
المَعابرَ والطّرُقْ ..
حتَّى الطّيـُورُ قـَد انْـبـَرتْ في حـَمْأةِ الصّـَمْتِ الثّقيلِ
ولـَمْ تَـعُـدْ تَـرْنُـو إلَى ثَـغْـرِ الفـَلـقْ..
حَـيْـرَى تُـوَدِّعُ شـدْوَها وَنَـشيـجَها..
وَالـدّمـعُ مَشْـبوبُ الـحُرَقْ..
حَـيْـرَى وتُـمْعِـنُ في الـغَـرَقْ..
حَـيْـرَى .. وَيُـلْـهـِبُـهـا امْـتِـشَاقُ الـرَّغْـبةِ الحَـمْـقَاءِ
فِي حـَرِّ الـغَـرَقْ ..
وَالأرْضُ تَـنْـفُـثُ كُـلَّ أَوْجَـاعَ التُّـرَابِ
وَتـشْـتََهِي شََـهْـدَ الـعَـرَقْ..
الشَّارِعُ الـمَـوْجُوعُ يَـهْـذِي وَالـخُـطَى حُـلْـمٌ
قَـلِـقْ..
هـَذِي الـقُـرَى قَـدْ هَـدَّهَا الإمْـلاقُ ..
مَـزّقََـها انْـتِظَارُ الشّـمْـسِ فِي كََـفِّ الـوَسَقْ..
مِــزَق..مِـزقْ..
وَالـمَـوْتُ يَنْـظرُ من عُــُيـونِ الـجَائِـعـيـنََ
وَمـنْ صُدُورٍ تَـخْــتَـَنـقْ..
الـمَـوْتُ يَـرْقُـصُ فِي الـزَّوَايَـا وَالـطّـرُقْ
وَالأُمْـنِـيـَاتُ الظَّـامِـئـَاتُ عَـلى الـمَـشَـانِـق تـَحْـتَـرِقْ..
وَالـجُـوعُ يـنْـشُـرُ ظِـلَََّـهُ الـمـوْبُـوءَ فِي جَـفْـنِ الأفُـقْ
مِـزَق..مِـزَقْ..
لِـمَ قـدْ رَمـتْـنـا الـصُّدْفَـةُ الـبـلْـهَـاءُ في يَـمّّ الـحُـرَقْ..؟؟
لِـمَ قـدْ تُـبـعْـثرُنَا الـمَـخَـاوِفُ أَنْ يَـضـيـقُ بِـنـَا الـنّـفَـقْ؟؟
***
الـمَـوْتُ غََــيّـرَ لـوْنًـه..ورِدَاءَهُ..
مـا عَـادَ يُـمْـهِـلُـنـَا الـتَـنََـعّـمُ بـاغْـتِـسَـالٍ
أوْ كـفَــنْ..
الـمَـوْتُ غـيَّـرَ صَوْتــهُ وَنَـشـيـدَهُ..
أَضْحَـى كَـلـوْنِ الـدّمْـعَـةِ الصَّـمّـاءِ فـي خَــدِّ الــوَطنْ...
حتّى الــمَـدافِـنُ أعْـلَـنَـتْ عِـصْيـانََـها
وَجُـحُـودَهَا ..
تـَأْبَى الـمَـقَـابِـرُ أنْ تَـضُـمَّ رُفَـاَتـنَا ..
فَـلـمَـنْ تَـنُـوحُ مَـدائِـنُ الـوَجَـعِ الـمُكَـمَّـمِ بـالـوَهنْ..؟
الـنّـومُ َصار تَـمِـيـمَـة الـجَـوْعَى يُـمَـسِّّـطُ الأَحْـلام
َ في جَـفْـنِ الـوَسَــنْ..
صِرْنَـا نُـعَـاقِـِرُ خَـوْفََـنا الـمَـسْرُوجَ مـنْ وَهَـجِ الـشّّـجَـنْ..
صِرْنا نُـمـارسُ صَـمْـتََـنـا الـمَـأفُـونَ تَـذْبَـحَـنـا الـفِـتَـنْ..
وَهَــنٌ...وَهَـــنْ...
لا شَــمْـسَ تََـكْـتُـبُ يـوْمَـنـا .. لَا نَـجْـمَ يَـمْـنَـحُـنا الـيَـقِـيــنَ..
وَلا رَمَــادُ الـوَقْـتِ يَــرْتُـقُ خـيْـبَــةَ الأحْـلامِ
فـي عَــيْـنِ الـوَطَــنِْ..
هــلْ نَـسْـأَلُ الأمْـسَ الـحَـزيـنَ عَـنِ الـموَاعِـيـدِ الـكَـفِـيـفةِ
وَالــزّمَـنْ ؟؟
***
..سَـنُـؤجّـلُ الـبــوْحَ الـضَنِـيــنَ
وَنـقْـتَـفِـي خَـطْوَ الـشّجَـنْ..
سَـيـمُــوءُ لـيْـلُ الصَّمْـتِ.. يـنْـعُـب في الْـتِـيـاعْ..
وسَـيَـزحَـفُ الـعَـطَـبُ الـمُـعَـرْبِـدُ يَـطْـمِـسُ الأنْـفَـَاسَ
يَهْـزَاُ بـالـجـيـاعْ..
جـثَـمَـتْ رَحَـى الأوْجــاعِ فَـوَْق صُـدُورِهِــمْ..
وَتَـنـمّـرَ الـوَقْـتُ الـكَـفِـيـفُ يُـشََـرِّعُ الأبْــوَابَ
فِي وجْــهِ الضَّـيـاعْ..
نَـطَـقَـتْ عـيُـونُ الـشـرِّ مِـنْ صَـمْـتِ الـضِّـبـاعْ..
خــَطّـَتْ فُــصُولَ رِِوايَــةٍ عَــمْـيَــاءََ يَكْـتُـبُـهَـا الصِّرَاعْ..
صَـرْعَـى تـؤُُزّ رِئـاتِـهـم هَـذِي الـخبـيـثَـةُ ..
تَـسْـرِقُ الأنْْـفَـاسَ ..تـأذَََنُ بـالصُّداعْ..
كـالرّيحِِ جُـنَّ جـنُـونُـها ..
فَـتـكـتْ بـأنْـفَـاسِ الشِّـرَاعْ..
هـذي الخَـيِـيـثـةُ أطْـفـأتْ شَـمْـعَ الـوَداعْ ..
***
قـدْ فـَرّقَـت شَـمْـلَ الأحِـبَّـةِ وَالأُسَــرْ..
أفْـتَتْ بِـقَــطْـعِ دُرُوبِـنا ..
عَـبَـَثَـتْ ْبِـأَحْـلامِ الـبَـشَـرْ..
قَـطَعَـتْ يـَنَـابـيـعَ الـلِّـقَـَاءِ وَسَـفَّـهَـتْ حُـلْـمَ الـسَّفَــرْ..
هَـذي الـخَـبـيـثةُ سَـمَّـمَـتْ عِـطْـرَ اجْـتِـمَـاعِِـنا
شـتَّـتَتْ شـمْـلَ الأَحِـبَّـةِ، فَـانْـدَثََـرْ..
زَحَفََـتْ كَـأفْـعَـى ..جَـلْجَـلَـتْ..
تََـسْـرِيْ كَـمِـثـل الـصَّهْـدِ يَـبْـلَـَعُ أََمْـنََـنَا..
وَهُــدُوءَنـا..وَيَـقُضُّ بَـرْدَ يَـقِـبـنِـنا..
يَـرِمـِـي بِـأحْـلاَمِِ الـبَرايََا فِي الـحُـفـرْ..
يـُلـقِي بـِآلافِ الـضَّحـاَـيا فِي الـحُـفَـرْ..
هَـذا امْـتـحَـَانٌ لِـلْـبَــشَـرْ..
يا حِـكْـمَــةََ الـوَجَـعِ الـمُـعَـتَّـقِ والأَشِـرْ..
هَـذا اْبـتِـلاءُ اللَّهِ يـكْـتُـبُـهُ الـقَـدَرْ..
قَــدَرٌ ..قَــدَرْ..
وَالنّـاسُ صَـرْعَآى فَـوْقَ أنْـيـابِ الـشَّـررْ..
مُـنِـعَ الـسَّـفَـرْ..
والـحَـظْرُ أصْبَـحَ مَـأْمـنًـا ..وَالنّـاسُ مَا خَـبِـرُوا الـمَهَـالـكَ
والـخطَرْ..
وَالـمـوْتُ يَـزْأَرُ ..يَـسْتَعِرْ..
والشّارعُ المِِـسْكِــيـنُ يَـهْـذِي .. يَـحْـتَـضرْ..
والـنّاسُ ..بَعْـضُ الـنَّاسِ، قدْ رَكِـبُـوا الـتَّغَـافـلَ
وَاسْـتـبَـاحُـوا الـعُمْـرَ فِي كـفِّ الـكَـدَرْ..
أيْـنَ الـحَـذَرْ..؟؟
أيـْنَ الـمَفـَرْ ؟؟
***
أوَ لَـمْ نَـرَ الأَبْـطالَ قـدْ ثَـبَـتُـوا عَـلََى جُـرْفِ الـلَّـهـيب
لِـيَـدْرَؤُوا عـنَّا الـمَـوَاجِـعَ وَالـخُـطُـوبْ..؟؟
أوَ لـمْ يَـكُـونُـوا درْعَـنَا في الهَـوْلِ
في شَـرَرِ الـلَّهِـيبْ..؟؟
قَـدْ عَـرَّضُوا أَرْوَاحَـهـمْ للْـموْتِ كيْ تَـحْـيَى الشُّـعـُوبْ..
أوَ لَـيْـسَ فِـيهمْ مَنْ لـهُ امٌّ ،أخٌ، ابنٌ
وَعَـائـلَةٌ وَأحْـبـابٌ وَبـيْـتٌ في الـقُــلُوبْ..؟؟؟
أوَ لـمْ يَـفـفْ جَـيـشُ الـبَـيَاضِ بـوَجْهِ عَـاصِفََـةِ الـحُرُوبْ؟؟
أو لمْ يَـذُوقُـوا الموْتَ مرَّاتٍ
وَهُـمْ يَـمْـضُونَ في حـرِّ الدُّرُوبْ؟؟
أو لـيْـسَ فـيهِـمْ مَنْ بَكَتْ مِـنْ حُرْقَـةِ الـشَّـوْقِ الأشْوَاقِ للأبنَأءِ
للعشّ الحَبِيبْ..
وهْيَ الـتـي فُـرِضتْ عَـلـيْهـَا مِـحْـنَـةُ الـبُـعْـدِ الـمَـقـيـتِ
ولـوْعَـة الـفـرْضِ الـمَهِـيـبْ..؟ـ.. أَنْـتِ عُـنْـوانُ الـوَفَـَاءِ
مِنَ الـشّـمَـالِ إلََى الـجَـنـوبْ..
وَشَـقِـيـقُـكِ الـبَطَـلُ الهُـمامُ عَـلََى خُطُوطِ النَّارِ
يُمْسِـكُ جْـمْـرَهَا ويَـذُودُ عَـنْ حَـرَمِ الـبِـلاَدِ
وَيَـفْـتَـدِيـها بِالشّـبابِ وَبالمَـشِيـبْ..
وسَـنَعْـبُـرُ الـنَّـفـقَ الـلَـعِـيـنَْ ..
حَـتْـمًـا سَـنَـعْـبُـرُ لِلـضِّـياءْ..
سَـنـخُـطُّ لِلـشَّـمْسِ الـصَّبُـوحِ مـَعَـابِـرَ الـفـرَحِ الـطَّـروبْ..