بقعة بيضاء
أصافح بنقاءٍ النور
أتلمس موطني
أزرع شتولَ الخزامى
في شرفتي المطلة على الماضي
نفسي الهاربة
ألتي غرست أنت بها
بذوراً منتهية الصلاحية
سأعلمها كيف تعود إليَّ
أنَّي سأعودُ
مزارعةً عاشقةً لبزوغ الفجر
بعد سني غيابٍ
ساحتضن النسيم أمدَّ زروعي
بنسغٍ أسرقه من حياةٍ
أُبدل فيها خسارتي
أفتش في عمقي عن بقعةٍ بيضاء
أستعيد معها شغفي
أكسر الروتين واقطع يد الأهمال
أخلع عني أسمالَ اليأس
اواكب نور الشمس
مع الصباح الوردي
مع أوَّل انتشار لنورها
أتأنق وأُكَحل عينيّ وارسمها
بخط مائل على الجفون
ارتدي فستاني
المنقوش بأنواع الزهور
اتهادى وبرشاقة فراشةٍ
يتطاير فستاني ويصاحب الهواء
فيهديني ألقه
مع نسماتٍ أنيقة
أفتش عن الصدق
في الوادي المقدس
علني أجد الراحة وارسم الود
يمنحني السكون كبيتٍ
أرجاؤُهُ معطرة بأريج الورد
يرفع منسوب التفاؤل في نفسي
سأُعلق خسارتي
على جبل فوزي في حاضرٍ
سامحت فيه قلبي
الذي شرب المر من كؤوس الزيف
مشاعر واحاسيس شفيفة
في مهرجان فكري
اكتب عنها في شبقٍ
عن طفلةٍ تمتطي جناح طائر
يُغرد ويمنحها حق الاحتفال
تُطلق ضحكة تعكس نور القمر
فوق سفح الأماني والخيال
تذهب إلى البعيد
وهي في نفس المكان
قُل شاعرة تُجيد التحليق
في سماء الأمنيات
وفاء غريب سيد أحمد
9/12/2019