أحن إليك وأشتاق
صحوت بعد معاناة مع مرض نتيجة إرهاق شديد , في وادٍ من صمت عميق ، يكتف المنزل. لا أنيسا ولا ونيسا وحيدا سوى حزمة من الأوراق المبعثرة وغصن ياسمينة يرنو إلي لأبلل شفتيه بقطرات من الماء لينعشني بشذاه كعادته دائما فهو رفيق الليالي والأيام وهو المؤنس في هذه الغربة , وحفنة من تراب الوطن تعويذتي الأبدية ,,,إلى ذاك الثرى الطاهر أحن واشتاق فمتى سيضمني بين ذراعيه ويغلق قلبه علي.؟ أحبك أمي سوريا
تاه الأنين بين ضفتي القصيدة
وهامت بين السحب بحة الناي
ثكلى تبحث بين الرماد
عن زقزقة عصفور من وطني
عن سرب من الحمام الأبيض
بالمحبة يبشرني
واستيقظت الأحزان تنعي الزمان
وتشتعل في الروح أتون حرائق
تتراقص الأشواق تكويني
تغتال الصبر من صبري
تطحن روحي برحى الأنين
تسرق البسمة
ونواح الأنين يسكن قلبي
غول يضاجع أحلامي
ليغتال شوقي وحنيني
أنا المشتاق يا أمي
أنا المشتاااااااااااااااااااق
ونار الشوق تصهرني
وتبسمت الأحزان راقصة
على أشلاء قلبي
نار الغربة تسرق بسمتي
تغتال صبري تكويني
ونبض روحي يهتف متضرعا
أحن لقلبك شوقا فضميني
أحن لزيتونك
أحن لدوالي العنب
أحن للجوري ... للياسمين
أحن لتراب قريتنا
لصوت دجاجاتنا
لمواء هرتنا
أحن لنسمة هواء من بيادرنا
لرائحة الأرض
لأريج القمح
فأنا العاشق فلا تلوميني
وامسحي عن روحي مرارة الغربة
واشفيني
أحن لهمسك
لتفقع الورد الجوري
لثورة البنفسج
نسمة من عبق الياسمين تشفيني
أحن لريح تربك
تتغلغل في جذور الزمان
تميتني ثم تحييني
سلام لأرض على ثراها
رسمت أحلام السنين
سلام لأرض حبوت عليها
غنيت .. بكيت .. ضحكت
لقنتني ديني ويقيني
سلام للتاريخ تصنعه
سلام لأرض شامخة
عبقة بدم الشهداء
ضاعت في مهب عاصف
من نار حقد تنينِ
هذي رفات عاشق دنف
وهبتك روحي فضميني
ـــــــــــــــــــــــــ
بحة الناي أحمد مصطفى بحة الناي أحمد الأطرش