قصيدة شعرية رقم 163
ايتها المرأة
إن كنتِ ممن جار عليهن الزمان وتمنع
فلا تعامليه بحزن ولوم وجزع
فكما قد يضع ايضا قد يرفع
وكما يهب ويعطي ايضا ينزع
اطلبي رزقك في كل البقع
فلكل ساع نصيب في جوفه يسع
ليس في العمل عيب ولا ورع
ولا تتركي الحياة ظلاما في قلبك يزرع
بل انيريها فإن لم يكن بمصباح فبشمع
وانسي عول الرجل لك إن كان لا ينفع
بل تناسيه أوانزعيه من الجدع
فلكل امرء مما نحته الزمان شكل وطبع
ولا تنتظري منه جودا او طمع
فرزقك موجود وإن كان الشروق من المغيب طلع
جَنِّدي نفسك للحياة ولا تكوني له تبع
واتركي جزاءه لله فيما صنع
فكم منهم لا يخاف الله ولا الشرع
وقليلات مِنهن مَن في الرجال تقع
جففي دمعك فما خاب عبد لكلام ربه سمع
والدموع مهما سالت ليس لها ري او شبع
وإنما هي مذلة ومهانة ثم انهزام ووجع
لا تهابي هول الحياة فهي إما صارع او منصَرِع
أكان المحارب سبعا ام مجرد ضبع
وامام سوط الزمان كوني قوية شجع.
بقلم سلوى خلدون
شاعرة البحر الابيض المتوسط