ريحانة النيل
************
غادِرْ غُيُومَكَ وانْزِلْ أيُّهَا المَطَرُ
لا يستَظِلُّ بِغَيْمٍ مُمْطِرٍ قَمرْ
رَيْحَانَةُ النِّيْلِ رشَّتْ عِطْرَها فَسَبَتْ
قلبِّيْ ومِنْ هَمْسِهَا السِّحْرِيِّ يَنْفَطِرُ
ليلايَ لا قيسُ يغريها ولا حَمَدٌ
ولا جميلٌ ولا زيرٌ ولا عُمَرُ
مِنْ شاطيءِ النِّيلِ طَلَّ البَدْرُ مُكْتَمِلاً
عَلى الفُراتِ فَطَاب َ الأُنْسُ والسَّهَرُ
وَدِجْلَةُ الخَيرِ ضَوءُ البدرِ يَحضُنُهُ
وَفِيْجَةُ الشَّامِ تَعْلو ماءَها الدُّرَرُ
إذا تَغَنَّتُ بِدَلْتَا النِّيْلِ. شَاعِرَةٌ
أضْحَى بها ياسمينُ الشَّامِ يفتخِرُ
قيسُ الفُرَاتِ أَنَا .والقلبُ تاقَ إلى
ليلى هُنَاكَ بوادي النِّيلِ تَنْتَظِرُ
هَامَ الفُؤَادُ بِهَا والقلبُ صَارَ لَهَا
والسِّحْرُ من لَحْظِها في الرُّوحِ ينتشِرُ
فِي خدِّهَا أسَلٌ.. .في رِيْقِهَا عَسَلٌ
فِي سَاقِها خَدَلٌ...في عَيْنِها حَوَرُ
فِي خَصْرِهَا هَيَفٌ...في صَدْرِهَا تُحَفٌ
فِي طَبْعها أَنَفٌ........في ثغرها دُرَرُ
والخمرُ في الشَّفَةِ العليا منابِعُهُ
حتِّى تعتِّقَهُ السُّفْلَى فَيَخْتَمِرُ
سَالَ الرضاب على خمر الشفاه لذا
تمازجَ الخمرُ. والأَتْرُجُّ والشَّرَرُ
يا (جَنَّةَ العِشْقِ) كَمْ إدهشْتِنِي عَجَبَاً
كيفَ الجِنَانُ بِها النِّيْرَانُ تَسْتَعِرُ؟؟
دارَيْتُ حُبَّكِ والأشواقُ تَلْفَحُنِي
حتَّى ازدهرتِ وحتَى أينَعَ الثَّمَرُ
أنتِ الغرام وفي نَهْدَيْكِ خَارِطَتِي
لي فيْ زُهُورِ رُبَاها شََاهِدٌ أَثَرُ
لمَّا أرَاها يُنيرُ الكَونُ في نَظَري
كأنَّها. لِجَمَالِ الكَونِ تخْتَصِرُ
حَسَدتُ قَيْسَاً عَلَى مَسٍّ ألَمَّ بِهِ
فَبِالجُنُونِ يُزَاحُ الهمَّ. والكَدَرُ
فَمَا جُنِنْتُ . ولا ليلى حَظِيْتُ بِهَا
فكمْ بكيتُ. وَكَمْ حَارَتْ بيَ الفِكَرُ
***************
أبو مظفر العموري
رمضان الأحمد