Lubna Naser
Admin
المساهمات : 871
تاريخ التسجيل : 16/12/2018
 |  موضوع: تاقت روحي النبيَّ والصِّحابَ*** بقلم /// محمد حميدي سورية - حلب  الأحد نوفمبر 10, 2019 9:11 am | |
| تاقت روحي النبيَّ والصِّحابَ
-------------------------------------
أتُسائلون قلباً خافقاً عن حبه ما تابا
تالله ياسائلين بات سُؤلكم له عتابا
أتحبه ويحكم ألقلبي على حبه أمر
وفي محراب جماله قد فقَد الصوابا
بات خفقه بازدياد و اللسان ملعثما
وعلى وجنتي ينقش الدمع الجوابا
لقد شبتُ في حبه ومازلتُ مغرما
ويكبر حبي له بكل لحظة وماشابا
أيُنسى لا والله ولا ينسى قلبي حبه
كيف أنساه وأفنيت في حبه الشبابا
إن لي قلبا من دم ولحم متشوِّقا
تالله لو كان قلبي من الحديد لذابا
لا يُطيقُ القلبُ البعدَ عنه ولو ساعة
كيف وقد سقتني مرارةُ البعد العَذابا
قد كان لي خُلةٌ و مارَقَّ قلبي لغيره
أذاقتنا الحياةُ نعيماً طيباً و شرابا
قد طوى الزمانُ ما حُبيناهُ من نِعمٍ
و ذوى مع الشباب الذي لَذَّ و طابا
كأننا ما عشنا في الحياة إلا سويعةً
وذِكرُ الأحبة قد تلاشى عني وغابا
فلا ليل ينبيك عن حالي ولا نهارٌ
كيف يحيا محبٌّ قد فقَدَ الصِحابا
أنا لا أحفل بدنيايَ فما لها من عهدٍ
فكم شيَّبتْ من خُلّةٍ وأبلتِ الثيابا
ما كنتُ فيها قطُّ جاهلاً ولستُ غبيا
أروم العلمَ لكن عن السفاسفِ أتغابى
أصبتُ منها ورداً و أصابني شوكها
ذقتُ علقمَها وقلبي لِشهدها أصابا
ما رأيتُ مثلَ المالِ لمن مالَ ابتلاءً
وما رأيتُ مثلَ الشحيح به مصابا
فلا تجعلن جمعَ المال يالبيبُ غايةً
واجعل لمصارفه الثمانيةِ احتسابا
لا يدوم مالٌ ولا تُجلَبُ السعادةُ به
أرأيت الابتلاءَ والفقرَ إنْ كشّرا نابا
كن للبِرّ خِلّاً فما وجدتُ مثله وفيَّا
على كلِّ صغيرةٍ أرى بخِلَّته الثوابا
في عداوة الشرِّ خيرٌ فكن له معاديا
فأنَّى لفاعل الشر المُعرضِ أن يُثابا
إن البنينَ إذا أعرضوا تعقَّبْ فعلَهم
ادعُ لهم لعل الله يبدِّلُ بالعفوِ العقابا
إني لأدعوهم إلى الإحسان لليتامى
وللأراملِ لعل دعائي يكون المُستجابا
يابَتيَّ لا تكونوا كمن قام ليله مُصلِّيا
وأظمأ نهاره وكان مرائيَ التقى كذّابا
يا بَنيَّ (كونوا قوامين بالقسط) تُفلحوا
أدُّوا الفروضَ إن بلغتْ وقتَها والنصابا
أحبُّوا الله فالله يحبكم بفضله رحمةً
أخلصوا فوالله من أخلص لله ما خابا
تعلموا فالعلم يُنير دروبَ الظلام كلَّها
بالعلم يابَنيَّ ترتقوا المراقيَ العِجابا
سأبقى آمر بالخيرات وعليها أصطبر
لن تَكلَّ جوارحي ولن أملَّ الخِطابا
لعلي إنِ اصطبرتُ أنالني الله المُنى
وأذاقني حُلوَ الرضى وأنسانيَ العَذابا
ورقى بنا إلى معارج العلا منه تفصلا
وولّتْ ليالي البؤس وغدت كلها عِذابا
مَن غيرُ الله يُسعدني بقربه وبالرضا
مَن يغنيني إذ تلفتّ ولم أجد صِحابا
كيف لا وقد أهداني الإله النبيَّ رحمةً
أكحلَ سراجاً منيراً جميلَ المحيا هيَّابا
فديتُه نفسي ومالي و كلَّ ما مُلِّكتُه
لعلي يوم اللقا أُسقى من كفِّه الشرابا
قد حبانا المولى نبيا ذا خُلُق عظيم
هو أولى بنا وبأفضاله طوق الرقابا
أرأيتَ قلبي كيف يَحيى بحب محمدٍ
كالأرضِ العطشى إن الماء بها انسابا
سيدي ياخير الورى اقبلني خويدما
تالله إنَّ من يخدمُ سيَّدَ الأنام أصابا
لستُ لمدحك ياسيدي أهلاً لكنه عزٌّ
أنتَ مُذ خُلقتَ بتَّ للمادحين كتابا
فاقبل مديحَ من وُلدَ فيكَ مُتيما
قد سما بمدحك بين النحومِ وغابا
يانوراً قد أضاء العالمين ولم يزل
نوره وهَّاجاً ماخبا أبداً عنا ولا غابا
رجوتُ اللهَ أن تكون سيدي شفيعي
وأيمُ الله أحبُّكَ وقلبي بحبك طابا
قد تركتُ أبواب الخلق لم أحفل بهم
فما لي غير بابك يااللهُ للنوالِ بابا
من غيرك يحشرني ومن أحب تكرما
مولاي تاقت روحي النبيَّ والصحابا
ففي قلبي يقين بما دعوتك يامولاي
مَن غيرك يامولاي إن دعوته أجابا
حبيبي قد شرفت بمدحك قافيتي
فاقبل مديحي ياخير من علا الترابا
ما غاب حبكم عن قلبي ولا لحظةً
وأراه بكل يوم لمحراب حبكم ثابا
محمد حميدي
سورية - حلب
مع بعض الاقتباس
من رائعة أحمد شوقي
ربيع الأول ١٤٤١
تشرين الثاني ٢٠١٩
| |
|
