ياجنةَ الدنيا
--------------
ياجنةَ الدنيا أنتِ كلُّ ما فيها
ألي ياأماهُ منزلٌ بين روابيها
الحنان من قلبك كل جذورِهِ
لأجلك أحببت ورودَ سواقيها
لا يروي مهجتي إلا منكِ قربٌ
أنّى لها تروى وصدركِ راويها
مذ كنتُ برعما بأغصان حنانٍ
أنتِ ظلالها والبدرُ في لياليها
وأنتِ شمسُ نهاري إذ أشرقتْ
بها أُشرِقُ يا قصة حب أحكيها
كيف لي أحكيها وأنا بتُّ مبعداً
عن جنتي يامهجةً متى أوافيها
لأوفيَ بعضَ قدرها بقبلةِ قَدَمٍ
وذا بعض الوفاء شفتي توفِّيها
لعلكِ أماه تجودين علي بالرضا
فأحظى بمقعد في جنةٍ آويها
فيقيني أنك لازلتِ عني راضيةً
يا أمّاً لا تنام قبل الدعاءِ لبنيها
شبتُ ولا زال طعم اللبن بفمي
ارضي عني فلأيام البعد تواليها
غدا يفرجها ربي وأحظى بضمةٍ
على صدركِ أنسى الدنيا بما فيها
أنا المشتاق والله يشهد أني أحبها
أنا المشتاقُ لها و لبسمةٍ مِن فِيها
مولاي جُد بوصلها جفّتْ حشاشتي
ومَن لها غيرُ وصلِ أمي يرويها
محمد حميدي
سورية - حلب